مدونة . الكاتب : عدنان أبو شومر . يتم التشغيل بواسطة Blogger.


 مميز



0 commentالأربعاء، 21 أكتوبر 2015

ألم الفراق بقلم ........ عدنان أبو شومر





القصة من نسج الخيال والشخوص من عالم الخيال
ولكن الفكرة مستمدة من الواقع ...
======================

التم الشمل ...استعادت أم محمود أنفاسها بعد أن اكتحلت بمرأى محمود.. الذي غاب سنوات طويلة ...!! وكذلك ليلى عادت لها ابتسامتها المشرقة لتضيف مسحة جمال جديدة إلى وجهه.....
وظل أحمد يداعب بأصابعه الغضة وجه أخيه , ويهم بين اللحظة والأخرى.. يقبل ويحتضن محمود.. فتتوالى القبلات والعنا قات وتصاحبها عبرات الفرح ..
رفرفت السعادة من جديد على أهل هذا البيت بعد طول حرمان ...
وأبى الحي إلا أن يشاركهم فرحتهم ..
فبدأت الوفود تتوافد زرافات ووحدانا ..طمعا في رؤية الغائب , والوقوف على سبب غيابه المفاجئ , وعودته المفاجئة...
ظل محمود يرد باقتضاب على أسئلتهم , ويكتفي بالقول أن السفر كان لعمل ضروري تقتضيه المصلحة , وظل يتهرب من أسئلتهم المحرجة في أغلب الأحيان , ويجيب باختصار شديد ... حتى جن الليل ..غادر المهنئون والجيران .. ودعهم محمود ...ثم أغلق باب البيت وعاد إلى أمه ..
أمي العزيزة ..سامحيني ..!! ليلى.. سامحيني !! وكذلك أنت أيها الحبيب الغالي أحمد سامحني
لم أكن أتوقع أن غيابي عنكم سيطول سنوات .. اعذروني جميعا ...
الأمر كان خارجا عن إرادتي ......
ينظر محمود في عيون أمه وزوجته وحبيبه أحمد فيرى مسحة حزن وعتاب كبير انهمرت عبراته.. ارتفع صوته في البكاء عاليا ...
أم محمود :يا بني ..!!القلوب التي تمتلئ بالحب تصفح وتسامح ..
لا تبكي يا حبيبي .. الحمد لله... لقد عدت لنا سالما..
الأم يا بني هي عطاء دائم كشجرة الزيتون المتجذرة... أوراقها لا تسقط على مر الفصول
يا بني : هي الأيام هكذا تختبرنا , وتضعنا على المحك .. فليكن لنا منها عبرة...
الدنيا يا حبيبي هي دار ابتلاء .. واختبار
أشكر الله عز وجل على نعمة الصبر التي زرعها بين ثنايا قلبي فبقيت أتحدى الألم ... .
أما ليلى فقد تمزقت حزنا على فراقك وبالرغم من ذلك فقد ظلت متمسكة بذكرياتك وأقسمت أن تظل وفية لك.
وآخر العنقود .. السكر المعقود أحمد الغالي وقرة عيني.. فقد كان رجلا يمسح ويكفكف عبراتنا ..استطاع أن يملأ الفراغ الكبير الذي تركته...
الحياة علمتنا يا بني درسا قاسيا ..
محمود يكفكف عبراته , ويعود ينظر في عيني احمد , ثم يقترب منه.. يقبله.. يحتضنه ويقول: حبيبي أحمد .. فمنذ ولادتك كنت أرى في عينيك ملامح رجولة الكبار..
ظني لا يخيب فقد تركت أخا رجلا .. أعتز برجولتك التي حملت كل العطاء والشهامة والوفاء...............
ليلى تنظر بشوق إلى محمود حبيبي..!! : ها قد عدت لتعيد لنا فرحتنا وتدخل البهجة من جديد إلى قلوبنا .. فنحن جميعا بحاجة إلى عطفك وحنانك ..
كن على ثقة بأن الأيام التي حرمتنا وجودك قد علمتنا كيف نظل نحلم بأمل عودتك .. وقد من الله علينا فعلا بعودتك سالما غانما ...
ينظر محمود وفي عينيه نظرة استجداء.. يطلب من الجميع مسامحته مرة ثانية ..!!
الأم أدركت ما يجول في خلد ولدها ...
لقد سامحناك من اللحظة التي ذرفنا فيها عبرات الفرح ....
الجميع يتوق إلى معرفة سر السفر المفاجئ , والعودة المتأخرة بعد انقطاع الأخبار .. .... ...ولكن الجميع كما يبدو ينتظر من محمود أن يكون هو المبادر ....!!
من نظراتهم أدرك محمود ما يجول بخلدهم ..!
فبادر يقول :أمي العزيزة ..
رحلتي كانت طويلة وقاسية.. وقد سميتها ألم الفراق... !!!!
يتبع في الحلقة القادمة .......
غزة ـ فلسطين
0 commentالخميس، 8 أكتوبر 2015










الضفة على صفيح ساخن

=============

مازالت الاحداث تتوالى, والنار تزداد اشتعالا ....!!

 الجمع ينتظر الزحف , وسيكون النصر ان شاء الله قريبا جدا ... 1

حقد دفين من عصابات العار , وعصابات القتل .. لكن أصوات القادمين أخذت تتعالى من عرين الفجر على إيقاع آذانه ... لتنقض على المستوطنين الحاقدين ... تقتحم الحواجز والثكنات العسكرية ...تلازم العصابات الحقيرة ملازمة الظل

فعالمنا العربي مازال يغط في سباته, يتابع المباريات ,والسباقات الماراثونية ... يتابع الموضات العالمية ,ويبحث عن أحدث الماركات ليقتنيها بأغلى الأثمان , ويرى جماله مع أحدث قصات الشعر العالمية ... ونحن هنا...!!! في مرتع الكرامة وبؤرة الطهارة... في قلب أطياف المساجد المتصلة بحبل السماء ندافع عن كرامة الأمة التي تعفنت لعلنا تغسل عار الحكام ,والملوك, والامراء الذين مازالوا يتراقصون طربا على شلالات الدماء المنهمر على بوابات الأقصى الجريح وعلى أطراف مدننا المقدسة ...في الوقت الذي تحاول فيه أمة الخنزير أن تمس من هويتنا الدينية ,وتعبث بشرف نسائنا وفتياتنا الطاهرات ..عندما تطاول جندي قذر على نزع حجاب فتاة طاهرة ... ثم قام بعد ذلك بتمزيق ثيابها ...علنا ,وعلى مرأى من العالم ..أمام العدسات ...  مما أثار حفيظة شبابنا المجاهد الصابر الثائر ..فقد لقنوا أذناب الخنازير دروسا في البطولة والثأر والدفاع ....عن شرف فتياتنا ..!! ونسائنا ...!!

  لن نسكت مهما امتد الظلم وطال ليل المحتل القذر... فهناك على أبواب مدننا وقرانا ,وفي داخل اقصانا ,وكل مساجدنا هناك الأيادي المتوضئة التي مازالت تحمل في أكفها  الطاهرة الوسائل المتاحة لمواجهة شراذم القتل  ...!!

. عدونا لا يعرف غير لغة الخوف ولغة الرد بالمثل ... !

ففي هذا اليوم نفذت أكثر من تسع عمليات ..طعن .نفذها شبان مسلمون عزموا على الانتقام من عدو تمرس في الفدر ومارس, ومازال يمارس كل وسائل ,وأساليب القمع والقتل ...  فهذا التصدي الرائع يؤكد على أننا مازلنا نمتلك زمام الأمر ... لم يعجز شبابنا...في الرد على عمليات قطعان المستوطنين وهمجيات الجنود , فقد تمكنوا من استخدام الوسائل المناسبة ...فكل الوسائل  أمامهم متاحة ... أثبتوا بأن الوسائل مهما كانت بسيطة ..فعندما يستخدمها الفلسطيني المسلم المتوضئ تكون أقوى من سلاح المحتل ....

تمكن شبابنا المسلم من استخدام المفكات, والمدى ,والبلطات بشجاعة المقدام المباغت من سلب الجنود من بعض أسلحتهم في قتل خنازير جدد ...!!

 لن نلين ولن نستكين... سندافع عن شرف فتياتنا وعن شرف أمتنا ...مهما كلف الثمن , فقد أدرك العدو بأننا مازلنا نمتك القوة لندافع عن مقدساتنا...

 فهنيئا لشهدائنا الذين وثقوا البطولة في سجلات مفتوحة أرعبت الجنود والمستوطنين ...وخلخلت جبهته الداخلية ,ٍوالأهم من هذا كله أنها حركت العالم لكي يشاهد ما يجري على الأرض .... !!! والرد سيكون أقوى ...
0 commentالأربعاء، 7 أكتوبر 2015
أردد بين الحين والآخر أهازيج ممزوجة بمزيد من المرارة والألم فتفيض أحيانا بقايا دماء احتبست في مقلتي وتزامنت مع زفرات تئن بكل انحدار بعد أن كان المحيى يرتقي في عنان السماء..
أيها السائر بين جنبات الوادي ارتفع إلى السهل واصعد قمة الجبال لتعيد بعض الذكريات التي كانت تتغلغل بين جنبات الجبل وعلى مقربة من التقاء الجبل بأصل السهل.
تعال نفتش معا عن بواقي أيام فاض فيها المجد وعطر المكان والزمان تعال نقف بين جدران السدود نلتقي بمعالم وقسمات الليالي التي كانت تشهد ثورة المجد الأبي وتسطر وتعطر كل دروب الحياة بذلك التاريخ المعطر.
من كان يتذكر تلك الأمسيات.. كان يبيت على أعتاب ضيائها يفترش الأرض ,ويلتحف السماء دون أن يساوره الخوف فقد كان المجد هو الستر وهو الحمى الذي كنا نلجأ إليه في كل الأوقات.!!
هيهات أن نأتي بمثل ذلك الزمان وهيهات أن نعود بكل ما كان إلى هنا..!!
من منا يستطيع إدارة عجلة الزمان إلى الوراء, لا نستطيع ذلك ..!! ربما نستطيع إذا استطعنا أن نوقف عقارب الساعة الآن , ونديرها بين جنبات الزمن التليد لتقف بين علامات الشموخ والعطاء فتعيدنا إلى هناك إلى العالم المشبع بكل صولات السيوف .
ربما طفل منا يستطيع أن يعيد المسلوب , ويعطي أكثر ما تعطيه رجالات العصر.
أطفالنا هم رجال البطولة منذ الولادة ولست مبالغا عندما أقول أن أطفالنا تشكل رجالا في أجنة أمهاتنا .
لن نركع ولن يلين لأطفالنا الجناح , سيولد أطفالنا حاملين في صدورهم هم أمتهم التي مزقها الخور والضعف
لن يبكي أطفالنا اليوم بل سيظلون يحملون لواء الأمة وتشهد الأيام السالفة ذلك عندما كان الطفل بألف رجل مما كنتم تعدون .!!
يا رجال الليالي الحمراء والسهرات التي يتربع فوفقا العفن ....أفيقوا من سباتكم والا فالطوفان زاحف لن يستثني منكم أحدا وسنبقى هنا نرفع لواء المجد ونسطر بأظفارنا التي مزقتها الصخور علامات الكرامة والشموخ.


غزة فلسطين


0 commentالجمعة، 2 أكتوبر 2015
حاولت الغوص بما تبقى معي من أنفاس..!! فوجدت أن مياه البحر مازالت تبحث عن بقايا آدميتي التي باتت تتراقص بين الأمواج , فتداعب صفحاته , ثم تحملها التيارات من الشاطئ لتنقلها في رحلة جديدة الى ...!!!
وها هي العين تبصر بين اللحظة والأخرى شررا يقدح من كثير من العيون , التي مازالت تلاحق الأمواج , وتتصارع مع كل ارتفاع لها , وانخفاض ..
وبتنا نعلو ونهبط مع كل موجة , نتلقى مزيدا من الضربات , فتهاوت معها أطرافنا التي تحطمت , وعندما انقلبنا محاولين التعلق بقشة النجاة , حملتنا موجة جديدة لتدفعنا الى أعماقه السحيقة التي تحولت الى مسرح جديد للأحداث نتصارع فيه مع الأمواج , والتيارات المتصارعة , والمسارعة , والمتلاحقة , حتى وصلنا الى قعره جثثا هامدة , فأصبحنا طعاما مستساغا لأسماك القرش..!!!
التي اتخذت مقرا لها عند أول منازل العمق , تنتظر مزيدا من الجثث....!!!!

غزة ـ فلسطين


0 commentالخميس، 1 أكتوبر 2015
 
عاود ألألم ... ذراعه الأيسر ... فهذه هي المرة الخامسة في أقل من عشرة أيام ... والألم مازال يتركز في نفس الذراع وفي نفس المكان... أقلقه الأمر...

فقرر أن يراجع الطبيب في إحدى العيادات المجانية التي تتوسط مخيم للاجئين ... في قطاعنا الصامد... أرشده أحد الموظفين إلى اصطحاب سجله الصحي من الكاتب الآخر بعد التدقيق في أوراقه الثبوتية... بعد ذلك أشار إليه موظف الاستقبال بضرورة الانتظار في الغرفة المجاورة حتى يحين موعد الكشف عليه... من قبل الطبيب

وعندما دخل غرفة الانتظار ... وجدها مكتظة بالمرضى من الجنسين

جال بنظره للتعرف على وجوه الحاضرين وعددهم ... فوقع نظره عليها

إنها فتاة جميلة بهندام أنيق ... يعلو محياها اشراقة جميلة وابتسامة رائعة رسمت على مبسم جميل فأضافت له مسحة جمال إضافية ...

إنها تجلس في وسط الصفوف إلى جانب امرأة يبدو أنها والدتها لشدة تشابه ملامح الاثنتين ......

أخذ يتنحنح للفت نظرها ...ثم بعد ذلك رد السلام بصوته الجهوري المميز

رد الجميع التحية وردت هي كذلك ......

أطالت النظر في عينيه , ثم تمتمت إلى أمها بكلمات... وكأنها تسأل عن بعض الأمور أو... كأنها تعرفه من زمن ..

أخذ يختلس النظر إلى وجهها , فكانت تلتقي نظراتهما في كثير من الأحيان... فخفقت تبعا لذلك القلوب وأخذت ترسل وتستقبل فيض المشاعر من نظرات عينيهما ..!!

فعندما كان يبتسم كان يجدها تبادله ابتسامة رائعة.. يسارع قلبه على إثر ذلك في الخفقان.. بعد أن تعتلي وجهه حمرة ...يضطر بعدها إلى طأطأة رأسه خشية أن يلحظ الجالسون ذلك.. ثم يعود يهمس لنفسه قائلا : الله ... ما أجمل هذا الوجه إنه البدر في ليلة انتصاف الشهر في سماء صافية

بدأت أعداد المرضى في التناقص...... أصبحت تقترب منه أكثر من ذي قبل ... فهاهي تجلس في مواجهته مباشرة ...

أحاديث كانت تدور بين الجالسين .. الأصوات كانت ترتفع أحيانا وتنخفض أخرى ...

استمر الحال أكثر من ساعة ...

بدأ يفكر كيف يدخل معها في حديث..

لذلك قرر أن يختلق حديثا مع جاره.. وعيونه تختلس النظر إليها في محاولة منه لاستدراجها:

انقضت أكثر من ساعة ومازالت الغرفة تعج بالمرضى ... !!!

أعتقد بأننا في أمس الحاجة إلى طبيب آخر أو أكثر ..!!

رد العجوز الجالس إلى جواره ..قائلا :

يا بني يجب أن نحمد الله على أن الكشف والعلاج بالمجان ... وعلى حساب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين...

نحن نحمد الله دائما.. يا والدي ولكن ... !!

هذا حق لنا...

فمن أبسط الحقوق التي يجب أن تقدمها الوكالة لنا هذه العيادة المتواضعة ..!!

هذه المؤسسة الدولية التي أنشئت من الأعضاء الذين ساعدت دولهم العدو الصهيوني في احتلال أرضنا.. وإقامة دولة مسخه عليها ..!.

آه يا والدي لقد نكأت جرحا قديما ..!

لا أريد الدخول في كثير من تفصيلاته..

نحن لنا الحق في العودة إلى مدننا وقرانا الأصلية , ثم إقامة دولتنا على كامل ترابنا .. وأعتقد يا والدي العزيز .. : أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها .... بعد ذلك لن نكون في حاجة لأية مساعدات....

العجوز يا بني: صحيح ما قلته سابقا فقد تآمر العالم علينا حتى مكنوه من احتلال أرضنا وتشريدنا وتشتيت شملنا في معظم دول العالم ... فبتنا نستجدي المساعدات .... هذا يعطف علينا وذاك يقدم لنا الفتات ... آه .. آه



يا بني حتى لو حدث ذلك فستظل الأزمة .. قائمة بسبب تزايد أعداد المرضى... وتزايد أعداد المواليد ...!!!

صحيح يا والدي :فهذه بركة من الله أن جعل قدرة المرأة الفلسطينية على الإنجاب تفوق غيرها من النساء العربيات ونساء العالم بعشرات المرات ... أتعرف لماذا أيها الوالد العزيز ... هز الوالد رأسه وتبسم فهل أنت تسألني .. !! ضحك الشاب قائلا : طبعا لا يا والدي العزيز .. ولكن السؤال لبيان الهدف من بركة الإنجاب .

.نعم يا بني : حتى نتمكن من تعويض قوافل الشهداء الذين مازالوا يسقطون يوميا فها هي دماؤهم نازفة حتى في هذه اللحظات ..

فقبل قدومي لهذه العيادة استمعت لخبر عاجل: مفاده" استشهاد اثنين من المجاهدين من تنظيم ..."

فلنعد إلى حديثنا .

تصديقا لما تقول يا والدي العزيز ... فإن أعداد المرضى في تزايد مستمر

أعتقد أن أسباب ذلك تكمن في كثير من الأمور أذكر منها : تعقيدات الحياة .. الظروف النفسية والاقتصادية التي نعيشها .. طعامنا ... وغير ذلك من الأسباب ..

أنظر إلى السماد العضوي والسماد الكيماوي والسماد .... والمبيدات الحشرية التي تضاف إلى المزروعات بالاضافة إلى الكيماويات التي تعمل على تسارع إنضاج الثمار وغيرها الكثير فكلها سموم باتت أجسامنا أوعية لتخزينها فعملت على إحداث ضعف في قدرة أجسمنا على مقاومة أي مرض مهما كان ... ..

ولا ننسى الهرمونات التي تضاف إلى أعلاف المواشي والدواجن فكلها سموم جديدة تضاف إلى المخزون السابق ..

هذا بالإضافة إلى أن الهرمونات وغيرها من المواد التي تضاف إلى أعلاف الدواجن والمواشي تعمل على إحداث تغييرات واضحة في أعضائنا ووظائفها فتعمل على زيادة واضحة في حجم الأثداء لدى الأطفال والشباب والرجال وما يصاحب ذلك من تغييرات واضحة في بعض الملامح ..

وتبعا لذلك فقد انتشرت العديد من الأمراض بفعل الأسباب السابقة وأسباب أخرى كثيرة ... المجال سيطول لو تحدثنا عنها بإسهاب ...

فهل نسينا أنفلونزا الطيور والخنازير .. وغيرها ... ومازال الحبل على الجرار

تعقيدات اليوم هي إضافات جديدة لأنظمة التقدم العلمي التي رفع عنها غطاء المراقبة فتركت المزارع أو المنتج للسلعة يستعمل ما يشاء من وسائل.. لأن ما يهم منتج السلعة اليوم هو زيادة الإنتاج وتحسين مواصفاته السوقية دون أن يبالي بالصحة العامة

التسارع العلمي الذي أضحى لا يأبه بالصحة العامة والمحافظة على حياة الناس بل أصبح هم المزارع والتاجر ... المكسب المادي ... فقط وذلك لرفع رصيده المالي في البنوك ... وحتى يرتفع عدد الأغنياء في العالم ...لأن الهدف الأساسي .. هو الثراء المادي ...!!!!

في هذه الأثناء نادى الموظف الجالس أمام غرفة الطبيب على المريض رقم "7" للدخول فقد جاء دوره في الدخول الى غرفة الكشف وكان صاحب الرقم المذكور هو الرجل العجوز... ساد صمت قطعه العجوز قائلا ... أكملوا حديثكم يبدو أن الجلسة ستحتوي على كثير من المعلومات المفيدة والواعية ... استودعكم الله كنت أتمنى أن أكمل الحديث معكم ... فحديثكم ممتع ومفيد

نظرت الفتاة بعد ذلك مباشرة إلى الشاب قائلة : ما شاء الله ثقافة رائعة ومتنوعة ... يبدو أنك تعمل في إحدى المؤسسات التي تعنى بمجال التغذية والصحة

.. شعر بارتياح عند ما اندمجت مباشرة معه في الحديث ..

وعلى الفور أجابها بسعادة غامرة : أنا أعمل معلما في وزارة التربية والتعليم ... ... ولكني مهتم بشؤون الغذاء والصحة ومواكبة الأحداث... وغير ذلك من القضايا ...

تابعت قائلة :

الموضوع الذي طرحته هو موضوع هام ويصف واقعا مريرا نعاني منه جميعا ...!!!! هنا في فلسطين وفي جميع دول العالم ...!!

تابعت كذلك حديثها ...

حتى مزارع الأسماك لم تسلم من عبثية اللعب بطعامها .. ففي المزارع التي زرتها مع والدي ووالدتي.... وجدت فيها أن ما يقدم للأسماك من غذاء.. أصبح صناعيا كأعلاف المواشي قاطعها الشاب قائلا :.. صحيح ما قلتيه .. ولكن مهما كانت الأعلاف التي تعطى للأسماك فإنها تظل أكثر صحة من غيرها ...

تدخل شاب ثالث كان يجلس في الركن الشمالي من الغرفة الله وأكبر..ماذا يجري ..!

ما يحدث اليوم على كوكبا هو تسارع علمي رهيب .. ناتج عن نمو سكاني مضطرد في الزيادة يا جماعة الهدف من ذلك كله هو توفير الغذاء للجميع ..ليتمكن كل فرد من الحصول على الحد الأدنى من الغذاء الذي يبقيه على قيد الحياة ... نظر الشاب الأول اليه باستغراب قائلا هل النمو السكاني يعطيهم الحق في التلاعب بصحة الناس.؟!! أجابه على الفور طبعا لا .... لا يحق التلاعب .. إذن في القارة الأفريقية السمراء ..!! التي تحوى الكثير من الكنوز والخيرات التي لم تستغل بعد.

فهاهم أبنائها .. لا يجدون الحد الأدنى من الفتات .. أنظر إلى صورهم وأجسادهم .. هياكل عظمية تسير على الأرض , هذا بالإضافة إلى الأمراض المنتشرة بينهم , والأوبئة التي مازالت تحصد الكثير منهم..!

طبعا .. الحروب المستمرة بسبب التقسيمات العرقية , والاقتتال الدائر بين زعماء القبائل المختلفة ... وتحكم الغرب الأبيض في إبقاء المنطقة غارقة في ظلمات الفرقة والاقتتال لتظل هذه القبائل في حاجة إلى المساعدات الغربية , في الوقت الذي يغيب المسلمون فيه عن الساحة..!

المسلمون اليوم منشغلون بمصالحهم وبهمومهم, وتركوا واجبهم الديني والأخلاقي المتمثل في نصرة الضعيف , والملهوف , وتقديم يد العون والمساعدة .

كان الله في عون إخواننا الأفارقة..!

فجأة ينخرط رجل آخر من كبار السن في الحديث قائلا : يا جماعة وكأنني في لقاء صحفي على أحد الفضائيات العتيدة.. نتحدث عن الخلل , وعن الواجب والمفترض أن يكون ...

أقول أن في بلادنا العديد من الكفاءات القادرة على التحليل ..القادرة على التعاطي مع الواقع بكل صدق وأمانة ..وقبل أن يكمل حديثه قاطعته الفتاة ـ التي أشغلته وكان يتمنى أن ينعم بحديث هادئ معها قائلة: إذا كنا نحن عينات المرضى كذلك فما بالك يا والدي العزيز بكفاءاتنا الأصحاء..!!

أكبرها أكثر بعد ما وجدها تحمل أفكارا واعية تنم عن قدر كبير من الثقافة العلمية...

وقبل أن ينادى على صاحب الدور اختتم الشاب الجلسة قائلا : والله لقد نسيت مرضي بعد هذه الجلسة الراقية ... !!

فما الحل في نظركم .... قالوا جميعا الحل يكمن في كثير من النقاط ... أتمنى أن نتمكن في جلسة قادمة من تناولها ...ولكن أرجو أن لا يكون ذلك في عيادة المخيم ... !!! ولم يكمل آخر كلماته حتى جاء دور والدة الفتاة في الدخول إلى غرفة الكشف فقرر انتظار خروجها مع والدتها عند باب العيادة وذلك ...!!

 
0 comment

بالعامية بنات اليوم بقلم:عدنان أبو شومر

 
أفاقت هدى على إمها بتنادي بصوت عالي : وينك يا هدى يا بنيتي أنا طول النهار بشتغل وغرقانة لشوشتي في عمل البيت وأنت غارقة في أحضان نومك ...دفيانة ..وأنا بالسرسع من البرد .. مكنا نقول : في الإجازة رايح أريحك , ورايح اجيبلك الأكل لعندك , وكمان رايح أطعميك بيدي لقمة لقمة ..وها ي الإجازة يا بنتي خلصت .. يا بنتي صحيح قالوا في المثل كلام الليل مدهون بزبده إذا طلع عليه النهار بسيح ...
الباين أنه اللي مكتوب عليه الشقا رايح يظل شقيان طول عمروشقيان ..!!
يا بنتي الرحمة حلوة .. والله اللي عندو أجير بريحو كيف لو كانت مش امو.. صحيت من نومها تتجبد, تحرك ذراعيها مرة إلى اليمين وأخرى إلى اليسار وفي كل مرة ترسل إشارات النكد التي احتلت جميع قسمات وجهها ,وهي بتكلم حالها ايش ها النكد على ها الصبح .. حتى الواحد مش قادر يريح جسمو شويه .. وين الواحد بدو يتريح .. وصارت ترد على امها مو يا امي لو درستي زينا لكان عرفتي قديش إحنا بنتعب .. ايش مالك يا بنتي ما هو أنا جاهلة ممتعلمتش مثلك وأكثر يما كانت زمان دراستكو سهله ومفيش جامعات زي اليوم .
الله يقطع ها الجامعات اللي خربن ديارنا , وعلمن بناتنا كيف ترد البنت على امها مثل ها الكلام القاسي..
الحق على أبوك اللي مدلعك .. ايش يا أمي كمان حاسيدتني على كلام أبوي الكويس واللي بينقط عسل مش كلامك ... كملي ماهو قلة الاحترام خلتك تقولي أكثر كلامي بنقط سم .. أنا مقلتش ياما هل الكلام ايش أنا يمكن طرشه ولا خرفنت ولا صرت كذابه
الله يقطع التعليم اللى ركب البنت على أمها وخلاها تقل احترامها
أنا بقولك من الحين فش جامعات وفش تعليم وخليك تعرفي انه كلامي حق وراح أورجيكي ايش هو الأدب وكيف رايح تتعلميه الباين بنفعش معاكي غير القوة... الدلع بطل ينفع مع بنات اليوم الوحدة بتتجوز اليوم وبتتطلق بكرة والسبب هو الجامعة اللي خربت البنات وغيرت من اطباعهن أنا لو بحكم لأسكر كل الجامعات وأمنع التعليم عن البنات........... يدخل محمد ابنها الأكبر راجع من بره.. وشايف عنين امو حمر من كثر الصياح والصراخ ........ ما لك ياما ؟؟؟ مين مزعلك ؟؟؟.. مين طبعا أختك الست الهانم اللي خلصت دراستها وصارلها أكثر من أسبوع وهي على هالعادة من التلفزيون للنوم مقسمه وقتها بين النوم والتلفزيون وأنا الشغالة العبدة في ها البيت ..... له يا امي سلامة قيمتك انت تاج روسنا وراح تظلي تاجنا ..ليش يا هدى مزعله أمك ؟؟؟ يا أختي الرحمة حلوة امك تعبانه عندها ضغط وسكر... ايش يمكن نعمل لو صارلها حاجة .... مين راح يطبخلنا ويكويلنا و......
شفتي هي أمك بدا جسمها يتنفض .. بتتريحي لو ... امك .. وانتي تكوني السبب.. حرام عليكي !!!!!!!!
شفتي ايش بيقولو عن البنت المتعلمة .. هيك برضيكي هالحكي .. لازم نثبت الهم انه التعليم كويس والجامعات كمان كويسة بتعلم, وبتهذب , وبتربي , وبتخلق جيل يعتمد على نفسو, يبني مجتمعو وبحترم أهل بيتو.. نسيتني يا أختي انو الجنة تحت أقدام الأمهات.. يالله قومي بوسي ايد امك, وراسها , وقومي اشتغلي عنها , خليها تتريح , وأنا كمان راح أساعدك....... ومن اليوم أنا كمان رايح أقوم بالعمل اللي أقدر عليه........ الله يرضى عليك يا محمد طول عمرك عاقل،،، بتفهم دايمن ،،،،بتحرص علي ودايمن بيتخاف علي ..
ياما كمان أختي هدى بتحبك وبتخاف عليكي وكلنا ملناش بركة الا انتي ياما سامحيني أنا بحبك وراح أقوم بكل عمل البيت وخليكي مستته ومتريحة..... شايفه يا أما كيف الكلام الحلو بجيب نتيجة ياسلام ماحلى الضحك والانبساط .. الله يبعد عنا وعنكو النكد والحزن


غزة ـ فلسطين

 
0 comment

سيفي.. ضل طريقه هو الآخر بقلم : عدنان أبو شومر

 
 

















يتوشح سيفه .. ويواصل مشواره البعيد فتتراءى له دروب متشعبة ...يحتار المار في الطريق اختيار الطريق الآمن.... ...  لا يدري أي الطرق ستوصله إلى المكان المعلوم.. يسأل المارين بين حواف الطريق.. أي الطرق ستوصلني إلى سلمي المخفي بين المتاهات..!؟؟ يلتفت إليه أحد المارين ليرسم علامة تعجب..!! ويزدريه..! بنظرة...!! ثم يكمل مشواره بين الحواف مبتعدا عن المكان .. يحاول المرور في الطريق الأول من التشعيب المخيف.. فينظر ويحاول أن يتقدم بخطواته إلى الأمام ولكن هاجس الخوف يناديه إلى أين أنت ذاهب ..هل أنت تريد الذهاب إلى ....
عد أدراجك إلى الوراء واترك هذه الدرب فهذا درب خطير يحتاج إلى قلب أسد...
أخذ يناديه الطريق الثاني من بعيد... من أنت أيها المتوشح بسيف صدئت معالمه وأصبح ماضيا إلى مخازن الأمم السالفة..!!؟؟ هلم تقدم إلي لأفحص سيفك ..!!ويناجيه وكأن لسان حاله يقول :أنا أحتاج إلى عيون شاخصة ..!!وعقول مستنيرة ..!!تواكب الطريق...وتحرص أن تكون قد تعرفت إلى معالمي قبل الدخول.....!!
فلن تصل إلى هناك ستقتلك الشكوك والظنون وستموت في وسطي أو بين جوانبي فأنا درب أحتاج إلى غيرك.. يدرك مجدي ...
ترك المنادي... وقرر الدخول.. حاول التقدم بخطواته ولكن الهواجس بدأت تعمل في عقله وتعيق حماسه فتوقف قليلا ثم واصل المسير ولكن التعثر أدماه فخشي وعورة الطريق وقرر أن يعود أدراجه...!!
لعل الطريق الثالث هو الطريق الذي سيوصله إلى حبيبته المنشودة وضالته المفقودة ...!!
يحاول التسلل من بين حواف الطريق فاستوقفته عبارة مكتوبة على أحد الجدران ..:
"لا يمكن الدخول في الطريق إلا بعد التفتيش عن بقايا ..... وبقايا... دماء تحتبس بين الشرايين..!! "
واصل سيره في الطريق الثالث فتراءى له بيت جميل تقف إلى جواره فتاة جميلة تبتسم لكل المارين وتقودهم إلى بهو كبير فيه ما لذ من الطعام وطاب .. تترك الزائر والضيف يخدم نفسه بنفسه حتى إذا انتهى من تناول الوجبات بدأت مراسم الترفيه تداعب خيال الضيف فيسترق السمع من بين الأبواب شبه المفتوحة ليرى العجب العجاب وبعد أن تقرأ قسمات الضيف وتعرف خفاياه يقاد إلى جلسة مفتوحة تعرض عليه البضاعة في لوحات جميلة
تواكب المسح الفسيولوجي والسيكولوجي للزائر وبعد أن أتم زائرنا المتوشح بسيفه كل ذلك .. عاد ليدرك أن سيفه أصبح بضاعة تالفة لا تحتاجها المرحلة .. عندئذ تركه عند أول ابتسامة وعاد أدراجه ليشاهد كل رفقاء النضال قد عادوا أدراجهم معه ..
تبا لكم ولنضالاتكم التي باتت حملا ثقيلا وارثا قديما مزقته الأهواء والأهواء فقد أصبحنا نعيش اليوم في مملكة الكروش والعروش نلعق أصابعنا بعد أن لاكت أسنانا أطايب وأجود أنواع اللحوم والحلوى ..
فلم يبقى لكم بعد لعق الأصابع إلا لعق ........ !!!!!!!!!!!!!!!!

غزة ـ فلسطين

 
0 comment

نهايات ...!! بقلم : عدنان أبو شومر

 
 
 

تتوارد الأفكار تباعا , فأمسكت قلمي لتسجيل خواطري , بدأ القلم ينزف ليسجل علامات وإضاءات اعتبرتها بدايات جديدة
لمنظومة متكاملة من الأفكار محاولا منها استشراف المستقبل في ظل معطيات الواقع ..
ولكنني أظل أصطدم بعقبات كئود , تؤكد على أن المنظومة ما زالت تنتظر بوابة الخروج عند الحاجز..!!

***
الوقت يحصرنا كما نحصره , بين انتظار واستعداد , وعند محاولة الخوض لكتابة أفكاره ..نجد أنفسنا أصبحنا على مشارف نهاية المشوار..
الجهد المبذول أقل من المطلوب فنظل واقفين بالليل والنهار محاولين الوصول ولكن أيدنا تظل مكبلة ومقيدة..

***
المعطيات هي الدافع للكتابة .. فمعطيات واقعنا هي أكبر من قدرة تفكيرنا , فنظل ننتظر حلول وتحليلات الآخرين .. وعندما نبدأ بتسجيل تحليلات غيرنا , ندخل في عالم التبعية ,وتبدأ مرحلة جديدة نسجل فيها لغيرنا نقاطا تضاف إلى سجلاته , وتضيف انحناء جديدا لنا ..!!

***
انْتظرَ بفارغ الصبر قدومَ القافلة ِوظل طوال الليل يعيدُ حساباته يجمع.. يطرح.. يضرب ..
انقضى الليل , ثم بدأت شمس النهار تبزغ من جديد ..وصل الخبر بأن القافلة أصبحت في خبر كان ..
***

عند أول الطريق الموصل إلى القلعة , كانت تقف تنتظر حبيبها .. كلما مر خيال تلحق به .. تتابعه , وعندما كان يدير وجهه تدرك بأنه ليس هو .. تقف في مكانها , ثم تشيح وجهها الى قادم جديد .. ظلت هناك حتى قدم الحبيب
اقتربت منه .. نظر إليها .. ثم نظرت إليه .. ابتسمت له.. لكنه أشاح وجهه عنها بعد أن تأكد بأنها حبيبته..
تعلقت بيديه.. ولكنه نفض يديه , وتركها تسقط .. ثم مضى ...!!

غزة ـ فلسطين

 
0 comment

اليك ياقدس ياحبيبتي بقلم:عدنان أبو شومر

 


تنتابني رعشة قوية , ويساورني كثير من الحنين , و الأنين, وأتوجس خيفة من كل ما يجاورني...!!
أعشق البقاء شامخا , رغم التغيير والتنكيل والجبروت , وأظل أناجي مواطن ضعفي, فأبكي عندما أجد نفسي تحتاج إلى عبراتي التي...
أحتاج إلى قميصي الذي مزقه الأخوة, والأصدقاء, ووزعوه فتاتا بينهم في وضح النهار ..!!؟؟

أداوي جراحات الآخرين, وقد أعجز عن مداواة جرحي في كثير من الأحايين..!
أقدم التضحيات.. أحمل السلاح... وأنا واثق من وجودي.. وجذوري لا زالت تروي قصة صلابتي وكينونتي..
البقاء يجب أن يظل في مكان ميلادي شاهدا.. والوقت يجب أن يظل بانتظارنا..فلن يضيرنا أخوتي طول الانتظار
الليالي أشرفت على الزوال ..والفجر قد بدا يطل بابتسامته من هناك.. مع القادمين من أعتاب بيتنا الجديد..
أحتاج إلى انتظارهم خلف ذاك السور الممتد على طول مد البصر...
أحتاج أن أظل على أهبة الاستعداد للوثوب إلى تلك القمة التي أراها قريبة برغم بعد المسافة في نظر الآخرين..
نحن نقترب من مكان وجودنا, ومازلنا نتقدم.. ولن أبالى بالمحبطين والمثبطين الذين أعمتهم الحقيقة عن رؤية الطريق
مكان وجودنا مازال بعيدا .. ولكن الأمل مرهون بصفاء القلوب والعقول
الكل يرى بعين ضعيفة وأنا أرى بعين زرقاء اليمامة أرى المكان وكأنه أمامي فانتظروني أحبتي ...فلن يطول الانتظار..!!


غزة فلسطين

 
0 comment

محاسبة بقلم : عدنان أبو شومر

 
 
 
ربما تحتاج الى تفسيرات متعددة لكثير من جوانب حياتنا .. وربما نعيش بعض اللحظات نتجرد فيها من المشاعر أحيانا , أو نلجأ الى النسيان أحيانا أخرى , فينقلنا النسيان الى إلغاء العقل لحظات , ليتسنى لنا شحن الهمة من جديد , والبدء برحلة جديدة , وكثيرا ما نقف بعيدا عن حدود المسموح
نبحث عن أنفسنا بين ظلالنا ,ونراقب أنفسنا من خلال عجلة الزمان المندفعة أمامنا فوق عوالمنا ... الممتدة ...!! تختفي فينا أحيانا ,أو تنقلنا , أو بالأحرى تعيدنا الى ما قبل بداية الرحلة , فنظل نسعى بين انثناءات الأيام , وبين أملاءات ضمائرنا , نفتش عن أقاصيص وأوراق كانت مدفونة بين سجلات أصبحت بالية , ولكن ما دون بداخلها مازالت العين تلمح بعض حروفه...!!!
أقف بعيدا عند ذلك المنعطف , لأجد أن كثيرا من بقاياي , ما زالت منثورة بين انحناءات المكان اقتربت منها , ثم ابتعدت عنها , وكأني بنفسي يوم كنت هناك أتربص بها ...!!!
على أمل أن أصطاد منها بعض خواطري ,ثم رحلت الى الركن البعيد أعلق يدي بجذع طار من مكانه , فحملني هذا الجذع ليلقي بي بعيدا عن المكان .. وحط بي بين انثناءات ذلك الوادي السحيق , فسطرت يداي بعض الآثار عند جانبه المعتم ..!
حاولت أن أقرأ نفسي , وما تركت يداي , ولكن المكان أرخى بظلاله على كينونتي ,فاختلطت صورة المكان بآثار نفسي , دخلت على إثر ذلك مع المكان في صراع أوقعني , ثم استثارت نفسي همتي , ولكن المكان شدني الى أعماقه السحيقة,,!!
الزمان بات هو الآخر ينتظر ما تؤول إليه النهاية..
أخذ ينظر إلينا من بعيد... فلم يستطع أن يشاهد منا جديدا يعيد له بسمة ضاعت في معمعات وزحمة المعارك , اقترب مني , حركني وكأنه يدفعني الى أمام نفسي , والمكان مازال متشبثا بأشلائي الممزقة.. يقول الزمان لي: هيا تقدم ..!!
نظرت إليه .. !! ثم قلت له بصوت الواهن الضعيف: كيف بي أن أتقدم ....!!! إن كنت لا أقو على الوقوف. انحنى إلي من أمام نفسي ثم رمقني بنظرة ازدراء ..!! على اثر ذلك شدني المكان وأعادني الى ورائي ..!! ثم فر الزمان الى الأمام , وتركني أمضي الى..!!
وقال: لن تستطيع أن تتقدم خطوة واحدة..!!
فكيف ولو أردت ملاحقتي ..!!


غزة ـ فلسطين


 
0 comment
  1. سنابل العمر بقلم:عدنان أبو شومر

 

                                            


نبدأ الحياة بشحنات أمل تدفعنا الى التسارع بكل ما نملك من براءة , فنمر كلمح البصر بين أيامنا , نعيشها بكل عبثية , وبكل عفوية , فتخلق فينا اضاءات راقية تعطينا حياة بين جوانب الحياة..!!تظل تنبض في عقولنا وفي قلوبنا ..
ثم نكمل مسيرة الحياة بين تسارع , واندفاع وتعثر أحيانا ..! كالباحث عن أوراق عمره بين جنبات الطريق الممتد من بداية التكوين الى نهاية الطريق .. !!!
وتظل الأيام تداعبنا في أيام السعادة , تلهو بنا ونلهو بأنفسنا , حتى تنعقد حبيبات العمر ...!!
. الحياة في مرحلة الطفولة , أشبه بسنبلة القمح , تكون طرية غضة ..
تحيط حبيباتها بغشاء شفاف رقيق , يحنو على حبيباته ..!
وما أشبه هذه الرقائق بأعمالنا...!!
فعندما تميل سنبلة القمح الى تشكيل حبيباتها , تكون قد شارفت فترة الطفولة على الانتهاء , وبعدها ننتقل الى مرحلة التعثر.. فيها تنضج أفعالنا , ولكن يظل اندفاعنا هو المسيطر على جلها , ثم ننتقل بسنابل العمر الى المرحلة الجديدة
ننتقل الى : مرحلة العد واحتساب الأعمال ..!!!
وفيها يزداد غشاء القشرة سماكة ثم يزداد قوة وإحاطة بحبيباته .. كما تحيط أعمالنا بسني عمرنا وهكذا..!! حتى يحين وقت الحصاد .. !!!!!!!
عند ذلك تكون لفائف القشرة قد أحكمت إحاطتها بحبيبات عمرنا , وأصبحت جزء من الحبات لا تنفك عنه .... !!
وبعد الطحن تظل أعمالنا لا تنفك عنا ..!!
ومع عجن الطحين يظل الطحين مختلطا بمكونات القشرة..!!
وعندما يخرج الخبز من التنور أيضا يظل يحمل طعم لفافاته ..!!


غزة ـ فلسطين
0 comment

طيور مهاجرة بقلم :عدنان أبو شومر

 
 
 
 
 
كنت على مقربة من المكان المجاور لتلك الأيكة الجميلة , حين نظرت إلى الشجيرات الجميلات بجانب الأيكة.. وكأني أنظر إلى جنة تفوح بمختلف الأزهار والورود ,تبدو  كرايات مطرزة تداعب نسمات الهواء فتتراقص على أوتاره تلك الأغصان الغضة الطرية الندية .. ما أجمل المكان ..!! وما أروع الطبيعة.. !!!
 
والى جوار الأيكة تركن المياه الجارية لتنساب إلى منحدر قريب يتراءى من البعيد وكأنه واحة التفت بجمال أخضر ممزوج ببعض الزرقة يلونها بياض تعشقه كل الألوان
وما لفت سمعي تلك الأصوات المغردة التي كانت تسمع من بين جوانب الأيكة الكثيفة وكأننا على مسرح يحمل بين جنباته موسيقى تطرب الآذان فتضيف مزيجا من الغناء الممزوج بالموسيقى يغذي الروح والقلب معا
إنها الموسيقى الشاعرية التي تعيد إلى نفوسنا صفاءها ونقاءها وتعيد إلى عقولنا شحنة صحيحة نعاود التفكير بها .. ... الوقت قبل طلوع الفجر .. بدأت تغار يد العصافير تعلو وتعلو وكأنها تبدأ رحلة تعارفها الأولى و لتؤكد على أن المسافات ليست حاجزا ولا سدا يعيق حملات البحث عن الذات الممزوجة بكل السرور والسعادة والتي ما زالت تبعث الدفء من بين أغصان الأيكة ... هذه الطيور المهاجرة وصلت من جميع الجزر والبلاد تحلق في سماءات الفضاء وتنتقل بين المكان والمكان وقد عشقت في النهاية أيكتنا الجميلة المتربعة تحت سمائنا المعطرة بهذا الجو الريفي الجميل البعيد عن منغصات الحياة ...

وهاهي الطيور المغردة افتتحت اليوم مسرح المسابقات لتعلن عن بدء المسابقة يتم فيها اختيار أحسن صوت يتناغم مع جمال المكان ويسطر سيمفونية رائعة فتضيف إلى جمال الصوت جمال الحضور وجمال التنظيم
الكل يستمع إلى العصفور المغرد وينتظر دوره في المسابقة ...عندما تكون المسابقة مسابقة الفردي , وتكون الصورة أجمل من ذلك عندما تؤلف العصافير المغردة في مسابقة الغناء الجماعي مجتمعة أوبرا جديدة تضاف إلى عالم الموسيقى والطرب...
وتظل أوبرا العصافير مغردة حتى تبدأ شمس المكان بالنهوض إلى سقف السماء فتبدأ عندها العصافير بالمغادرة معلنة انتهاء المسابقة وانتهاء الرحلة ...
وها هي أيدينا تعمد إلى قطع الأيكة الجميلة لنشيد مكانها أبنية وصروحا .. فتحول المكان إلى كتلة حجرية مكتظة بالأصوات النشاز التي زادت من توتره ....
أما الطيور المهاجرة فقد رحلت.. !! وهل ستعود يا ترى مرة أخرى إلى المكان ..؟!! لا ندري لعل الأيام القادمة تتيح لها التجمع من جديد ..
.. فهناك في الجانب الآخر أيكة أخرى تتراءى من البعيد ولكنها أقل كثافة من الأيكة القديمة ... حاولت الاقتراب منها فوجدت الطيور بدأت تحلق فوقها يبدو أن الطيور المهاجرة عشقت المكان وألفته !!!!!! وجعلت منه .. نقطة التقاء.. تتجمع فيه .هي جغرافيتنا التي اعتزت بها الطيور أكثر منا ..!!!
فقد عشقت ظله وماءه .. النسيم عليل وجداول الماء تبدو كعدسات ومرايا تنعكس على صفحاته الرقراقة أبهى الصور وأجملها فتحول المكان إلى مسرح التف حول المكان يبتعد عنه ويقترب منه...
ينظر الطير هنا فيجد صورة مصغرة له وهناك فيجد له صورة مكبرة ..
المكان أصبح معرضا للأزياء تريد أن تحتفل منه الطيور هذا العام .....
تختلف المسابقة في هذا العام عن الأعوام السابقة حيث سيتم فيها تحديد أجمل عصفور وأعذب لحن.. وستتم التغطية عبر الفضائيات جميعها .. ومن ثم ستعرض النتائج على الملأ .. ثم تسجل النتائج في سجل الخالدين من الطيور .. وسيكون نقل الحدث حيا على تلفزيونات العالم مع المراسلين الذين أيضا قدموا مع الطيور لتغطية الحدث الجميل.. فهم لا يعترفون بحواجزنا ونقاط التفتيش التي جزأت جغرافيتنا إلى مناطق ومناطق ...

غزة ـ فـلسطين

 
0 comment

ذكريات داعبت 2 بقلم عدنان أبو شومر

 
استدارت عقارب الساعة لتقطع دورة كاملة حول المركز
وهي لا تزال تحوم بنظرها يمنة ويسرة تنتظر ما رسم الزمان لها في لحظة ما..
ولكنها أدركت أن الليل بدأ يسدل ظلامه وستره..
فعادت أدراجها من حيث أتت ,
وسجلت دهشتها واستغرابها عندما أخذ الجميع ينظرون إليها, يحدقون في قوامها الممشوق وكأنها سلعة رخيصة تبحث عن مشتر ..!!
ظلت تسير منهمكة تحث أقدامها على المسير بخطى أكثر ..
فالطريق طويل وخيوط الليل بدأت تنسج وتغطي المسافة بين قدميها وما يسعف العين لكي ترى محط القدم, وبعد لحظات تسللت أيادي آثمة لتعبث بأطراف أصابعها ,وكأنها تحاول اقتناص فريستها من موقع آخر..!! فأخطأ ت الهدف.. عندها أدركت أن الشجاعة في مثل هذه المواقف هي ضرورة حتمية.. فانتزعت أطراف أصابعها, واستجمعت قواها, ثم سددت ضربة قوية صرخ على أثرها الجبان الغادر..
واصلت مسيرها دون أن تنظر إلى الوراء.. حتى وصلت بيتها ...
هناك جلست تتأمل الحدث وتفكر في سطوة الأيام, وماذا يجب عليها فعله,
فآثرت أن تبقى بعيدة عن كل ما يعكر صفوها.. تعيش عالمها النقي الطاهر تعيش بأحلامها التي فرحت عندما علمت أنها لا زالت مسجلة في الذاكرة ......!!!!

غزةـ فلسطين

 
0 comment

القمة بقلم:عدنان أبو شومر

 
 
أيها السادة : قد أثقل كاهلي انتظاري المضني طوال الليل لقرارات قمتكم
حتى غاب القمر عن ليلي...!!
ومع بزوغ الفجر غابت الشمس هي الأخرى عن نهاري...!!, فأصبح النهار أكثر حلكة وظلاما من ليلي.
نتهادى بين قرارات قمتم , والقمة ما زالت منعقدة.. !
قمة تتلوها قمة , وقرارات القمة تحتاج إلى قمة , والقمة تحتاج الى همة , الهمة مقطوعة ..!
زعيم ينظر.. وآخر يترقب.. الخوف قد ملأ صدور القوم , والطعن دخل اليوم الى قلب الصالة... بين القادة ... يا قادة.. أنتم تحتاجون الى قادة..!!
انقسم القوم بين فريقين : فريق المع , وفريق الضد هذا يؤيد وذاك يطعن ويعارض
انقسم الجمع أيضا بين فريق المع وفريق الضد .. الكل صار ضد الضد أو ضد المع
ماذا نفعل في هذا الزمن المتردي أصبحنا نبكي ونتمرغ في الوحل نشتم رائحة النتن من بين لقاءات... القمة!!!!
يقول البعض نبكي اليوم وسنضحك في الغد المقبل..
أقول ها نحن اليوم نبكي وسنظل غدا نبكي مادام القوم هم القوم ..!! عيون عشقت البكاء.. وتحن لقطرات الخور فيه.. وأصبح للبكاء جين تتوارثه أجيال ... القمة
وعند سؤال القائد تجد الإجابة جاهزة ... " هذا ما تقتضيه المصلحة العامة "
ويخرج علينا عمرو من مرقده ينفخ شدقه ويقول : لا بد أن تفهم إسرائيل أننا قادرون على سحب المبادرة العربية ثم إعادتها إلى الدرج...
أي درج أيها المغفل ...فالدرج اليوم مغلق ومفتاح الدرج لا تملكه القمة ...!!!
...
قمة تتلوها قمة , وتتتظر قدوم مولود جديد ..!!
كم كنت أتمنى أن يكون الحمل حقيقيا .. هذا العام ..!!
ولكنه .. جاء كاذبا .. كحمل الأعوام السابقة ..!!!
القمة تحتاج إلى إصبع , الإصبع منشغلا بالدس والطعن في خاصرة الأمة..!!
الدس له قانون نظمه القادة , وسموه "قانون الدس "..!!!
الدس يبدأ بالأقرب , ثم الأبعد , ثم الأبعد ..! حتى يصل الدس الى آخر معاقل القمة ..!!
أدميتم قلبي ..وقتلتم أملي .. وأنا أنظر إلى اجتماعات قمتكم .. قمم شوهت مجرى التاريخ , وباتت تتناقلها وسائل إعلام العالم ... فقد أصبحنا محط أنظار العالم .. أصبحنا...!!!
هذا يبتسم لنا سخرية...وذاك يضحك علنا ... !! والآخر يسوق كلمات من نص قرارات قمتكم لتكون هي الأخرى سكينا نطعن به خاصرة القمة المطعونة...!!
فالخور يلازمكم من الرأس الى أخمص قدم القمة
وكذلك نحن فإنا منكم لا نختلف كثيرا عنكم ... وقد زاد القتل فينا عنكم ..!! فالحال مرهون ليس بالقمة ولكن بمن عُقدت أيضا لهم القمة...
قمة تعقبها قمة.. !!
حضر الأمين العام ..! غادر الأمين العام ..! أي أمين هذا العام ,فالأمين هو سبب ....!!!
الأمين يحضر الجلسة الأولى عبارة عن اجتماع مصغر للقمة .. يحضر وزراء الخارجية المبجلين كل ما تحتاجه القمة .. كلمات الترحيب والكلمات الختامية أما ورقة العمل فتعد في سراديب الكنيست وتتوج بختم الخارجية الأمريكية والى جانب ختم الخارجية الأمريكية تختم بختم الأممية.. وترسل في مظروف مختوم بالشمع الأحمر ...لا يتم فتح المظروف إلا بحضور الأمين العام للأمم المتحدة ليكون شاهدا على أننا ملتزمون بحرفية نص قرارات ... القمة
يجهزوا الطبخة..!!
أقصد ...الطبخة جاهزة بنكهة إسرائيليه أمريكية دولية يتذوقها الأمين العام ويمررها للتوقيع عليها من قادة قمتنا ..!!
قادة اصطفت حول قصعتها ... تأكل .. ثم ... !!!
ثم يقوم أمين القوم بقراءة النص الختامي... أتابع النص جيدا ...أنظر إلى وجوه القادة .. هذا يتحدث وذاك يغط في سباته... والآخر منشغلا بجمال المكان,, ويتمنى أن تنتهي القمة لينشئ صالة اجتماعات كهذه الصالة ... وأعتقد أن بعضهم اتصل بحاشيته وطلب من مرافقيه تصوير المكان حتى يتمكن عند عودته من تصميم صالة شبيهة بصالة ...اجتماعات القمة
وآخر قد وجه سهام عقله وحشد فكره في ديكور مكان القمة أما الثالث فقد انبهر بجمال مضيفات القمة ومنهم .. من سطر قصيدة عشق في فاتنة القوم وملهمة شهوات القمة ...ومنهم ... ومنهم ...!!!
أعتقد أن الفائدة عمت ومازالت القمة منعقدة....
ثم يقوم كل زعيم بشكر الزعيم الأكبر على حسن الضيافة من:
أكل.....! وشرب...! ونوم...! و ...!!!!!!
ويتابع القائد المغوار "قائد الفرقة" الكلمات الختامية لجميع القادة يهز لهذا رأسه ولذاك يده وللآخر قدمه وهكذا .. لكل الزعماء
فقد اتفق القوم على تسمية اجتماع القمة المنصرم ب"اجتماع الهز "...
ثم يغادر القادة المكان
ويبقى صاحب الدار يستمتع بكلمات القادة يجلس منبطحا على بطنه ويضع يديه إلى جانبي ذقنه وهو ينظر الى شريط القمة مندمجا ...!!!حتى يحين موعد القمة القادم..!!
القمة تحتاج إلى قرار تجمع عليه الشعوب ... الشعوب فقط ..!!!!
مع احترامي لكل زعماء القمة
انتهى ......
غزة ـ فلسطين 
0 comment

الحلقة العاشرة والحلقة الأخيرة من ألم الفراق بقلم : عدنان أبو شومر

 
القصة من نسج الخيال ..
الشخوص من نسج الخيال..
أما الفكرة فقد جاءت من الواقع..
*****************************************
1ـالسجين أقوى من السجان:

وما هيَ إلا لحظاتٌ حتى ُاُقتُحِمتْ زنزانتي من جديدٍ وكُبلتْ يداي .. ساقوني إِلى قبوٍ تحتَ الأرضِ أجلسوني على كرسي ّ... إحدى أرجلِه أطولُ من الأخرى والثالثةُ أقصرُ الجميع و الرابعة ُمفقودة ثم بدأتْ مسرحية ُالتعذيبِ والاستجواب ِ مصاحبة بالطعن ِ.. الضربِ ...الاستهزاء ِ...التخويف... العبث بقدسيةِ الإنسان .. والضغطِ على .....!!!!.كدم... إهانة .. وخزٌ دام ٍقاتل ٍ في الخاصرة .. أفقدني الوعيَ وأدخلني في عالمِ المجهول .. الدماءُ غطت ِالمكان .. أصبحتُ في عدادِ الموتى
فقدتُ الإحساسَ ببعض ِالأعضاء وعلى إثر ذلك فقدت ُالوعي ..
حاولوا ايقظاظي كنت أشعر بوخزات. متتالية .. أفتح ُعيني ثمّ أعودُ الى غيبوبتي من جديدْ .. أسمع ُأصواتَهم .. تتردّدُ كالحلُم في أذني ..
استوتِ الأمور ُوالمفاهيمُ عندي .. الموتُ .. الحياة... البقاء ... الرحيل .. الشهادة......
لم تفصلني عن الموت ِغيرَ لحظاتٍ ... !!!
وبعد أن فقدُوا الأملَ ..ولم يتمكّنوا من ابتزازي .. ألقوني الى جوار جردل البول..!!
ثمَّ انصرفوا ...!!

ففي قوانينهم القذرة تثبتُ الإدانة للسجينِ بشهادةٍ كاذبةٍ ملفقة ٍ.. يحكم ُعلى إثرِها السجين , لذلكَ حاولوا توثيقَ شهادة ِسامي... ولم يتمكّنوا وذلك لأنّه أنكرها وظلّ قابعاً حتى استشهدْ..
وكذلكَ حاولوا زج ّالعميلِ لتسجيلِ اعترافاتي ..بكلّ الطرق والوسائل ولم يتمكّنوا ولمّا اكتشفْتُ الأمر وكدت أن أقضي عليه أخرجوه من بين يديّ بين الحياةِ والموت.....!!
قرّروا إتباعَ النهجَ التقليديّ وزجّي في احدِ العنابرِ مع مجموعة ٍ جديدةٍ مشبوهةٍ .. وعندما أصبحتُ بينهم ... رمقوني بنظراتهم اقتربوا مني .. محاولين التعرفَ عن قربِ على ملامحي ..
قالوا :سجيناً جديداً .. الغرفة لا تتّسعُ لنا .. ماذا سنفعلُ بهذا القادمِ ِ ..؟.. تمتموا وكنت أسمع ما قالوا ... يبدو أنّهُ عصفورٌ...!!!!
ثم أكملوا حديثهم المصطنع عن بطولاتِهم وأحكامِهم ..
كلّ سجين ٍ كان يتصنّعُ الوطنيّة َويتفاخرُ بأعمالٍ لا تمتّ إليهِ ولا لشكلهِ بصلة ... يدّعي كل ٌمنهم أنهُ كان ضحيّة ًلعصفورٍ من العصافيرِ والحقيقةُ تقولُ أنني وقعتُ في فخ ّ جديدٍ للعصافير ..
عرّفنا باسمك ... وقضيتك .. أخبرتُهم بذلكَ وباقتضابٍ شديد ٍ َعن كلّ ما جرى لي داخلَ السجن ِوعن الكيفية ِالتي تمتْ فيها عمليةُ اختطافي منْ عرض ِالبحر ِوكانت كلّ آذانهم صاغية ..
كلّ ذلكَ كان لا يلبّي فضولَهم المرْبوط بالعمَالة ..
توقفت عن المتابعة في سرد القصة .... بدؤوا ينظرون في وجوهِ بعضهم البعض ويتغامزون ثمّ قالوا: وماذا بعد ْ.. ..!! قلتُ : هذا كلّ ما حدث ..
أتعتقدُ بأننا محققون حتى تقنعنا بالأمر..!! ِتحدّث بحرية ولا تخف فنحنُ قمنا بأعمال ٍكثيرة ٍ . شاركنا في كثير ٍمن َالعمليات أقلها استدراجُ بعضُ الدوريات ِهذا بالإضافة ِإلى قتل ِوجرح ِالعديد ِمنهم وتمتْ محاكمتنا .. مروان عشر سنوات بتهمة المشاركة في عملية فدائية .. وعلى محكوم عليه مؤبدين .. وسالم ثلاثون عاما .. وحمادة خمسة عشر عاما
كنتُ أعلم ُمن نظراتِهم المليئة بالخيانة ِوالعمالة ِ أنًّ ما قالوه هوَ أكاذيب .. لا تمتُ الى الحقيقةِ بصلة .. إن ًّما نسبوهُ لأنفسهِم من بطولات ومحكومات عالية كان الهدفُ منها التغرير بي حتى أقومَ بعدها بالتحدّثِ عن بطولاتي ..
فلما لم يحصلوا على مرادِهم أي " اعترافاتي ".. لكي يقدموها للمحتل قربانا جديدا وإثباتا لهم على حسن تعاونهم... وولائهم القذر
قاطعوني... وبدأت مداخلاتهم التحقيقية تأخذُ جانبَ التدقيقِِ والتهديد.ِ..
الدراسةُ في قبرص مكلفة ٌ.. يبدو أنكَ تناقضُ نفسك َ ..
قاطعتهم قائلا ً: بل .. كلّ ُما قلته هو الصحيح .... ودراستي هي ابتعاث .... على حسابِ العمل ِ..... يبدو أنكَ مازلتَ تعتبرُنا محققين .. طبعا... أنا أعتبركم كذلك.. فطريقة ُ حديثُكم توحي بذلك ...
قاطعني أحدُهم يبدو أنك عميلٌ وتمَّ زجّك في قبونا لتأخذ َ أقوالنا ... أنا لا أريد أن أسمع منكم شيئا .. العميل هو الحريص على انتزاع المعلومات بالتهديد .. يعني أنك تتهمنا بالعمالة .. سترى الآن .. ماذا سنفعل بك .. نظر كبيرهم وأشار الى أحدهم .... عند ذلك كشرت عن أنيابي وقمت بحركات كاراتيه سريعة.. ثم نهضت كالسهم المنطلق من كنانته الى باب الزنزانة أحمل جردل البول وصحت صيحة ... زلزلت المكان .. ارتعدوا خوفا وقلت لهم : كلّ ُ من يحاول الاقتراب مني ستكون نهايته على يدي .. حاولوا الاقتراب مني نثرت ما في جردل البول فوق وجوههم التي لوثتها العمالة والخيانة ...!!!
انشغلوا بأنفسهم وبدأت صيحاتهم تتعالى .. على إثر ذلك حضر السجان بسرعة البرق فتح باب القبو .. أدرك عندها أن الأمر وصل الى طريق مسدود ..
أخرجني السجان بالضرب والركل من بينهم ونقلني الى غرفة أخرى أو بالأحرى الى قبو آخر...

... القبو الجديد كان أكثر ظلمة .. أشبه بالقبر ..
بعد لحظات أدخلوا شخصا تبدو عليه آثار السجن ثم ألقوه الى جانبي
وبعد أكثر من ساعة أدخلوا علينا شخصا آخر
كان الشخصان بارعين في التمثيل وافتعال المشاعر ...كدت أنهار لأحدثهم عن كل ما جرى لي ولكنني قررت الالتزام بالصمت , والحرص على أن أكون مستمعا لا أن أكون متحدثا .. فقد ظلا يتظاهران بالوداعة وبالأخلاق الحميدة الرائعة وكانا شديدا الحرص على الظهور بمظهر الحملان الوديعة .. لا يكثران من الكلام .. يتظاهرا دائما بالهم والبكاء.. القصد فهمته فيما بعد .. كسب الثقة ...
وبعدها الحصول على مرادهم ....
استمرا معي في نفس القبو أكثر من شهر .. كنت مستمعا جيدا لهما
كان حديثهم معي بأدب .. شككت في الأمر .. التعامل كان على مستوى أكثر من راق .. ولكني كنت شديد الحذر.... التجارب علمتني الكثير الكثير
ظلت الأمور طبيعية حتى كانت الليلة الفاصلة عندما استيقظت من النوم في ساعة متأخرة لأجد أن أحد الشخصين اسمه " مسعود "كان يقف الى باب الزنزانة ويتحدث مع السجان .. سمعت هذه الجملة التي قتلتني .. .. يبدو أن محمود بدأ يثق بنا .. أيام قلائل وسوف يتحدث ويروي لنا قصته كاملة عندها سأقوم أنا وراجي بتسجيل كلامه بالكامل ..
على فكرة .. العميل يحمل معه في أغلب الأحيان آلة تسجيل صغيرة جدا يخفيها في أماكن لا تخطر على قلب بشر ..
انتابتني رعشة سرت في سائر جسدي... بدأت أخطط للمرحلة القادمة ... قررت أن أتخلص منهما جميعا ..
تظاهرت بالنوم وحاولت إقناع العميل والسجان أنني أغط في سبات عميق متصنعا الشخير .. بدؤوا يتغامزون .. تعالت ضحكاتهم ... اقتربوا مني أكثر ليتبينوا حقيقة نومي .... بعد أن تأكدوا من نومي ... تركوني وأكملوا حديثهم ولكن كانوا يدخلون بعض العبارات باللغة العبرية .. كنوع من الحذر .... قبل شروق الشمس بقليل تظاهرت بالاستيقاظ ...
على ركل السجان لمؤخرتي بالقوة
نهضت فزعا كالأسد واقفا رغم الجراحات النازفة والآلام التي أنهكت جسدي .. ليقتادني السجان الى قبو التحقيق من جديد
توالت الأساليب وتكرر الفتاك منها .. الهدف نزع اعترافاتي ولكن دون جدوى مكثت في أقبية التحقيق أسبوعا .. عدت بعدها لأجد أن الطاقم ينتظرني ...
كظمت غيظي ..وتمنيت أن تسنح لي فرصة انتقام عندها سأفعل العجب العجاب .. انتظرت بفارغ الصبر .. الاستفراد بأحدهم .. وكلما حاولت ذلك أجد الحذر هو الرد *****
زنزانتي ملاصقة لزنزانة مجاورة أسمع منها أصوات السجناء في الزنزانة المجاورة..
يفصل بين الزنزانتين جدار تعلوه طاقة مرتفعة محصنة بقضبان حديدية وبشبك حديدي من الجهتين يمكن للإنسان إذا اجتهد في المشاهدة أن يرى بعضَ السجناء ِ الموجودين في المقابلِ
نظرتُ فوجدتُ هاني .. السجينَ الآخرَ أي الشخص الثالث الذي كان معنا على ظهر السفينة عندما رآني انفرجتْ أساريرُ وجهه ِ ورفع َ إبهامهُ عالياً ليؤكد َلي أنهُ صامد ٌولم يعترفْ .. اطمأن قلبي وقررتُ أن أرفعَ إبهامي لأسجلَ علاماتَ صمود ٍجديدةٍ له ...
يبدو أن هاني كان مراقباً من خلالِ زنزانته ِ.. وكنتُ أنا مراقَباً من عصافير زنزانتي فإشارة ُالإبهام ِ أعطت ْإشارة ًمن أحدِ العصافيرِ الى السجّان وبعدها مباشرة ً تم سحب َهاني من الغرفة .. ثم أعقبَ سجان ُزنزانتي سحبي بعدَ ذلكَ .. وكأن ما جرى كان كمينا ًمرتباَ .. فهذه ِكانت السقطة ُالأولى ..
قلتُ في نفسي سأدفعُ الثمن َغالياً .. سأتحمل كلَّ ما يضافُ الى قاموس التعذيب من أساليبَ ووسائل..
واجهونا وجها ًلوجه .. أنكرت ُمعرفتي بهِ وهوَ كذلك أنكرَ علاقته بي .. صبّوا غيظهم وحممَ حقدهم عليَّ وعلى هاني .....
ولكن دون جدوى .. كرروا الوجبة َ" وجبة التعذيب" مرة أخرى ثمَّ أخرى .. ولكن دون جدوى....
تركونا ننزفُ لفترة ٍمن الزمن ِ راقبونا ... التزمنا الصمتَ ...ثم ربطونا بحبالٍ غليظة ٍوشدّوا وثاقنا ثمَّ بدؤوا أرْجَحَتنا فأخذتْ رؤوسنا تتصادم وتتصادم .. حتى أصبح لكلّ واحدٍ منّا رأسٌ جديد ٌملاصقٌ لرأسهِ ..... آلامٌ لا تُوصف .. دوارٌ يعقبهُ دوارٌ فقدتُ الوعيَ .. .. أطلقتُ بعدها على هذهِ العملية ِ" أرجحةُ الرؤوس ِالدّاميةِ " استمرت عمليات الأرجحة والتعذيب بوسائل أخرى لأكثر من عشر ساعات ..
النومَ محرومون منه.. التركيزَ افتقدناه وضيعناه ..
نعيشُ لحظة ًبلحظةٍ يعتقد ُكلّ ٌمنا أنَّ الجولة َالقادمةَ سيكون فيها استشهادُه ....
أعادونا كلّ ُ واحدٍ منّا إلى موقعهِ ..
وظلَّ سحبُنا من الزنزانةِ الى أقبية التحقيقِ مستمراً ومتواصلاً .. في كل مرة قتلٌ جديد ٌوأسلوب ٌجديد ٌ..
استمرتْ حالاتُ التعذيبِ والتنقل منْ قبو إلى آخرَ ومن زنزانةٍ إلى أُخرى ومن معتقل ٍإلى آخرَ أكثرَ منْ عامٍ كامل ٍ..


2- اعتراف:
لم يتمكنوا من انتزاعِ اعترافاتِي .. حتى كانت القاضية .. يومَ تمتْ المواجهةُ مع سببِ نكبتنِا وسبب ِ اختطافنا ..... كانتْ صدمتي شديدة ً... أغمضْت ُعيني مراتٍ ثم فتحتُهما مرات ٍ.. لا أكادُ أصدقُ نفسي .. أيعقلُ أن يكون َهذا سعيد من أمّن لنا الطريقَ وأعدّ لنا الجوازات , ... و ..... أيعقلُ أن يكونْ ..... نظرتُ إليه .. اقتربَ منّي ثمّ ابتسمْ .. قال : أهلاً محمود .. هل نسيتَ لقاءَنا الأولْ .. وكيفَ تمتْ عمليةُ السفرِ .. الأمرُ كانَ مرتباً معَ وافي .. وتغيرت أسارير وجهك عندما علمت بأنني كنت البديل عن وافي..
اسمع يا أخي وحبيبي محمود ...أنا وأنتَ ووافي كنّا ضحية َ لعبةٍ قذرة ٍمن قيادتِنا في الخارج ...
... تذكرتُ وافي .. التي انقطعت أخبارهُ من الساعةِ الأولى
يبدو أنَّ هناكَ اختراقٌ قدْ نخرَ عظامنَا وكانت بدايةُ الاختراق ِالأولى عندما تغيرت الأشخاص في لحظة البداية لحظة أن حلَّ سعيدٌ بدل َوافي ..!!!!!!!!!
قلت:اليوم لا داعي للإنكارِ ويجبُ أن ْأعترفَ ..!!
مر شريط الاعترافِ أمامي وما ترتبُ عنه منْ ألمٍ وندم و ....
توصلتُ في النهايةِ الى نتيجة مفادُها أنَّ اعترافي سيكونُ سبباً في هلاكي ..
هذا بالإضافة الى أنَّ الأحكامَ المترتبة َعلى اعترافاتي المباشرة قدْ تمتدّ لتصلَ الى أكثر من ْعشرين عاماً وربما إلى أكثرَ منْ ذلكَ .. نظرتُ الى سعيد .. وقلت ُسعيد من..؟!! أنا لا أعرفُك ..!!.. أخذَ يضحكُ وأنا أكتمُ غضبي متظاهراً بالهدوء ....أقول اعترف بماذا ..!!؟ ثم نظرت الى المحققِ ِوقلت ُله .. سفري كان للدراسةِ .. وأوراقي الموجودة تثبت ُذلك ..!!
ضحك سعيدٌ مرةً ثانية ً.. وقال :لقد كنت مثلك في بدايةِ الأمر ...وقد وجدتُ جميع َالتفاصيل ِمسجلة ً ..
قيادتُنا هي من قام َ بتسليمنا ... وستجد تفاصيل كل ذلك موثق باعترافات الجميعِ ولم يتبقَ سواكَ .... رمقتُهُ بنظرة ٍ قاتله ...ثُم َّ قلت في نفسي آه لو أن لي من الأمر شيء .. ..!!!!!
تظاهرتُ بابتسامةٍ باهتة ٍ وقلت ُ أنا أنكر كل ما قالهُ هذا الكلب ُ..
هذا اتهامٌ باطلٌ....
أصرَّ سعيد على تسجيل الاعتراف وقالَ: أنتَ ضمن مجموعتنا ... سفرنا كان لغرض التدريب على أعمال عسكرية في .. الهدف منهُ تنفيذ عمليات عسكرية في الداخل ....

أيةُ عملياتٍ هذهِ التي تتحدثُ عنها .. أنت تكذبُ أنا لمْ أعرفْك .. !!!!!

أنا لا أكذبُ هل تريدُ مزيداً من التفاصيل .. سأخبركَ بها ...
نظرتُ الى المحقق وقلت : إنّه يكذب ..
فلماذا لم تواجهوني به من البداية ...؟!!!!
المحقق : سعيد كان قيد الاعتقال ولم يعترف إلا قبل أيام ...
كيف تقول ذلك ..؟!!
لا تبدو عليه حتى علامات الاعتقال ...!!!!
أنتم جميعاً تكذبون .. أنا لا أعرفه ولا أعرف أحداً ..
افعلوا ما تشاءون...
انهالوا علي بالضربِ وسجّلوا اعترافاتِ سعيد على أنها شهادةُ إثباتٍ .. ضدي وعلى اثرِ ذلك أصدروا بحقي حكمهم المجحف ...السجن لمدة خمس سنوات ....!!!
انقضتْ السنوات ُ.. وها أنا اليوم بينكم أحبتي .. أنتظرُ .... وأتمنى أنْ أنتقم من سعيد أولاً ثُمّ من كل عميلٍ ثانياً ..

أنا أثق ُبكل قياداتنَا في الخارج .. ..
العملُ النضالي دائماً يكونُ طريقهُ شائكاً ووعراً والخوضُ فيه يظلُُّ يحملُ الألمَ والجرحَ .. وفي النهاية سيصلُ الأمرُ بإذن الله الى تحريرِ الديار
أما معاناتي فهي ضريبة اختراق .. لذلك همس في أذنِ كلِّ مناضلٍ.. احذرْ ثم أعقلْ .. ثم توكلْ على الله .. فهوَ ناصرُكَ لا محالة...
فلسطينُ .. عروسُ عروبةِ الأمةِ ورمزُ شموخِها ..
مهما امتدَّ الجرح ُومهما طالَ ليلُ السجنِ... ومهما اشتدَّ ظلم ُالسجّان ِفالمقاوم ُالمقاتلَ المدافع َعن حياضِ الأمة ِلنْ يركعَ ولن يستسلم َ.. ومهما بلغتِ المؤامرةُ ومهما امتدتْ الأيدي العميلةُ لتَغْتالَ الشرفاءَ من الأمةِ فالثباتُ على الطريق ِ يحتاجُ منا إلي التضحيةِ بأرواحنا وبأموالنا وبأغلى ما نملكُ
فلسطينُ ستظل هي العروس الذي ينتظرها الحرّ والشريفُ من الأمة .. فَلنُمْهرها بدمائنا وبأولادنا وبكل شباب الغد .. بوركتْ كلّ ُالسواعدِ الضاغطة َعلى الزنادِ وبوركتْ كلّ ُالأيادي الطاهرة ِالتي تعملُ في الخفاء ِ
انتهت....
الى اللقاء
غزة ـفلسطين

 
0 comment

الحلقة الثامنة والتاسعة من ألم الفراق بقلم : عدنان أبو شومر

 
 
القصة من نسج الخيال ..
الشخوص من نسج الخيال..
أما الفكرة فقد جاءت من الواقع..

****************************************************
1- في المعتقل الجديد

تغيرتْ أساليبُ َقمعِهم وتعذيبِهم , فقدْ عمدوا هذه المرةَ إلى محاولةٍ جديدةٍ لشلّ قدرتي على التفكير والتركيز بكلّ الطرقِِِِ والوسائلِِ .. فكانوا يتعمدونَ منعي من النوم ..
كلما حاولتُ إغماضَ عيني أجدُهم عند رأسي يركلونني.... يضربونني.... يسحبونني بشدة..!! ثمّ
يتغامزون ...يضحكون ..لأظلّ قلقاً ... فزعاً .. مترقباً .. أنتظر الخطوةَ َ القادمةَ .. كانَ الهدفُ من هذا كله هو الانهيار...!!!!!
عندها يمكن انتزاع ُاعترافاتي..!!
ولكنهم لمْ يحصلوا على مُرادهم .. فقد كان صبري أسطوري.. لم يكن ذلك لقوة ٍ تكمن في جسدي.. ولكن ذلك كان بفضل الله وقدرته... لأنني كنتُ أدعوهُ وأتوسلُ إليه..!!! فاللهُ لا يخيّبُ رجاءَ عبدهِ في وقت الشدة ويقف إِِلى جوارِه في كلّ أحواله..
استخدموا أساليبَ لم تخطرْ على بالِ ِ بشر ٍ .. فكل ما يجولُ في خاطرك أيّها الحرّ العربيّ و الفلسطينيّ من أساليبَ ووسائلَ جربوها معي ..
عزيمتي من حديد وهمتي عاليةٌ ..رغم كلّ ما فعلوه بي.. فقدْ كنت أبادرَهم بهجومي اللفظيّ الذي زاد من حقدِهم , فكثّفوا أساليبَهم , وصبّوا جامَ غضبِهم علي أدقّ التفاصيل .. في جسدي الذي أنهكتْه أساليبَهم الملعونة , فلم تسلمِ العينان .. والأذنان .. والأسنان والأعضاء التناسليّة من التنكيلِ والتعذيب ...
فقدْ سالتْ دمائي مراراً وتكراراً.. ..
.. ولم يبالوا بتقارير الهيئات الحقوقيّة مطلقاً ..!!
ثم قرروا عزلي بعد ذلك في زنزانةٍ خاصةٍ .. !!
الزنزانةُ : هي مكانٌ يزج فيه السجينُ منفردا .....المكان لا يليقُ حتى بالحيوانات... البولُ في سطلٍ مكشوفٍ .. .. الأكل كان إلى جانب السطل .. النوم أيضا كان في نفس المكان .. تخيلوا الصورةََ والشكل والكيفية ...!!!
صدقوني .. أنا لا أبالغُ.. فالأمر كله .. اهانة .. احتقار .. إذلال ... في محاولةٍ يائسةٍ قذرةٍ لإرغامي على الاعتراف ..!!
ولكن الثابتَ على المبدأ المؤمن بقضيته , وبرسالة المقاومة , لن يخضعَ ولن يتراجعَ عن ثوابته ِبل يظلُ صامداً صابراً حتى ولو تهادت أجزاءُ جسمه جزءً جزء ً...!!
قلت .. لن أغيرَ أقوالي ..!
كنتُ أساقُ بين الفينةِ والأخرى إلى أقبيتهم اللعينةِ ...ثم أعودُ بعد كلِ وجبةٍ بعاهةٍ جديدةٍ .. و بعد أن باءت كل محاولاتهم بالفشل .. لجؤوا إلى أسلوبٍ جديدٍ لإجباريعلى الاعتراف..
حيث قاموا بإدخالِ ِ شخص ٍ غريبٍ إلى زنزانتي تبدو عليه أثارُ الضربِ... فللوهلة الأولى يخيلُ للناظر ِ أنّهُ أخذ جرعة ً مكثفة ًمن العذاب ..ولكن ..؟!!
توخيتُ الحذرَ وقلتُ في نفسي .. يجبُ عليّ الانتظارُ وعدمُ التسرع ِ أو الإدلاءُ بأيّةِ معلومةٍ مهما كانت تافهة ً , وذلك لأسباب أمنيةٍ تتعلق بمبدأ الحيطة والحذر.
فهذا الدربُ.. لا يسلكهُ إلا القادرُ على الصمود في وجهِ العواصفِ , وينحني أحياناً لتمر العاصفة ُ دون أن تؤثرَ فيه ..
قررتُ الاستماعَ إلى هذا الدخيل ِ الجديد ِ ..
حاول التعرفَ على اسمي . فقلتُ له : اسمي محمودٌ ..قال : ما اسمُ أبيكَ .. ؟ .. رفضتُ ذلكَ وقلتُ لهُ بلهجةٍ حادةٍ : هل هذا تحقيقٌ جديدٌ..؟؟!!
ألا تكفيني أسئلتُهم..؟!!
اسمي محمود وكفى...!!!
أين تسكنُ .. قلت له : أسكنُ في أرض ِ الله ِ الواسعة ...!!
قال : أين ؟ أفي الشمال ِ .. ! أم في الجنوبِ..!
أفي الشرقِ ِ .. ! أم في الغرب ِ ..! قلت له:
كفى تحقيقاً ؟؟؟ نظر إلي ثم قال: لكنتُكَ تختلفُ عن لكنتي
قلت له: وما شأنُك أنتَ بلكنتي ... ؟؟!! يبدو بأنك لستَ فلسطينياً ..؟! بل أنا فلسطيني أكثر منك .. !!
ما هي قضيتك .. ؟ ماذا يعنيك أمري وقضيتي ؟ لم أجبهُ عن أي سؤال ٍ .. احتارَ في بداية الأمرِ وقرّر أن يلجأ إلى أسلوبٍ جديد ٍ...!!
نظرَ وأمعنَ النظرَ في وجهي ليسجلَ علاماتِه .. ثم تابع قولَه .. لماذا لا ترغبُ في الإجابة على أسئلتي .....؟؟ قلت له ُ : دعك منّي ..؟!!
أدركَ من كلامي أنّني لا أرتاحُ له .
على الفورِ افتعلَ مشكلة ً مع السجانِ بحجةِ إشعالِ سيجارة
السجينُ لا يمتلكُ علبةَ ثقابٍ أو ولاعة .. إذا أرادَ التدخينَ فعليهِ أن يطْلب ذلكَ من السجان ... فبعد أنْ أشعلَ لهُ السجان سيجارتَه صاحَ في وجهِه بصوتٍ عال ٍ ..
بالعبريّةِ .. فأنا لا أجيدُ لغتَهم ...
كانَ القصدُ من ذلكَ أن يوهمَني أنهُ شريفٌ زجّ به في السجن ِ على خلفيةِ قضية ٍوطنيّة ٍ ... أدركتُ مسرحيتَه اللعينة ..
حاولَ السجانُ لكمهُ من بين قضبانِ الفتحةِ العلويةِ ...اللكمةُ لاتصلُ بسببِ القضبان والشبك... يبدو أنّ الأمرَ متفقٌ عليهِ مسبقاً .. لذلكَ توخيتُ الحذرَ خشيةَ أن يكونَ من العصافير
كلمةُ العصافيرِ تعني العملاءَ وهي معروفةٌ لدى كلّ السجناء
والعصفورُ هوَ عميلٌ يزجّ به داخلَ الزنزانةِ لاستدراجِ السجينِ بطريقةِ الخداع ِ وأخذَ اعترافاتِه بطريقةٍ ذكيّة ...
بدأَ هذا الدخيلُ بسردِ قصص ٍ بطولاتِه ..!! كيفَ تمكنَ من قتلِ العديدِ من جنود ِالاحتلالِ في اشتباك ٍ مسلح ٍ في المكانِ... !! في يوم ....!!ا في الساعة ِ...!! ..
كل ذلكَ كان مجرّدَ أكاذيبَ وقصصٍ خياليّةٍ مختلقةٍ في محاولةٍ كان القصدُ منها إقناعي بأنهُ بطلٌ .. مغوار ٌ, حتى أقومَ بعدَ ذلكَ بالتحدث َعن بطولاتي اقتداءً به
ثم يسجل اعترافاتي .. كم من السجناء كانوا فريسة سهلة للعصافير ..!!!
اختلقَ أسماءً وهميّة ًورتّبَ الأحداثَ , تفنّنَ في إخراجِها , ليبينَ لي كيفَ تمكّنَ من اصطيادِ أفراد ِالدورية ..!!!
قتلَ العديدَ منهُم وجُرِحَ الباقين ...!!
لمْ أقاطعْهُ في بدايةِ الأمرِ فقدْ وجدَ منّي آذاناً صاغية . اطمأنّ إلى الأمرِ واستطردَ كذباً ... عن بطولاتِه الزائفة . التي لا تنطلي على أحدٍ
عندها قاطعْتُه قائلاً : ...البطلُ لا يتحدثُ عن نفسِه .. فلماذا تتحدثُ عن بطولاتِك أمامي...؟
ألا تخشانِي..!!؟ فأكنْ شاهداً جديداً على اعترافاتِك..!!
قال لي: كيفَ يكونُ ذلك...؟! وأنتَ القائدُ الكبير .... ..
نظرتُ إليهِ باستغراب ..!! وقلتُ في نفسي هذه واحدة ً ...!!!!
ثم تابعتُ قولي.. كيفَ عرفتَ ذلك ..؟؟!!
قال ببساطةٍ وبسذاجة ٍ: .. علمتُ ذلكَ منَ السجناءِ .. !!
قلت :أيّ السجناءِ الذين تتحدثَ عنهم ؟!!
فأنا حديثَ عهدٍ.. في هذا السجن..!!
يبدو أنّ الأخبارَ وصلتْ إلى مسامعكَ قبلَ أن أصلَ إلى السجنِ ..!!
على العموم ..
أنا لستُ بطلاً.. ولا قائداً ...اعتقالي كان زوراً وبهتاناً فقد كنت مسافراً للدراسةِ في الخارجِ ثمّ تمّ اعتقالي ..
نعمْ أذنْ أنتَ محمود .. المعتقلُ في عرضِ البحر
نظرتُ وحدقتُ مليّاً بقسماتِ وجهه ..وكأنّي انظرُ إلى محققي الأول نفسُ الأسلوب ونفسُ الطريقةِ في التحقيق... مراوغة وخداع .. وقلتُ في نفسي: هذه هيَ الثانية
ثم أكملتُ حديثي له فقلت :دعكَ منّي.. فكلّ ما سمعتَه عنّي .. أباطيلٌ .. وأكاذيبٌ
من الأفضلِ أن تحدثَني عن نفسِك
جالَ بنظرِه إلى الباب ثم رمقني بنظرةٍ كلها انتقامٌ, عاود بعدها كلامهُ .. ثم صمتَ فترةً متصنعاً الحزنَ والألم .. تفضحُه عينانِ تلعبانِ في كل الاتجاهات ..!!! مثل هذه العيونُ لا تكونُ إلاّ لعميلٍ استفحلتْ عمالتُه
استطردَ كثيراً.. محاولاً استدراجي ..!! ولكنّني أيقنت من كلماتٍ معينةٍ كان يهمسُ بها للسجّان بلكْنةٍ عبريّةٍ صرفة ٍ فكانت بمثابةِ رسائلَ ينقلُها هذا القذرُ من داخلِ الزنزانةٍ إلى أسيادهِ المحققين .. قلت هذه الثالثةُ والقاتلة..
تيقنتُ من عمالتِه .. وعلمت أنّهُ عصفورٌ " عميل "قررتُ أنْ أطيّرهُ يعني التخلصَ منْه
ودعوتُ اللهَ أن يعينني على ذلكَ
*************************************************
2- تصفيةُ حسابٍ :

السجانُ كما يبدو غادرَ المكانَ لأمر ٍ طارئٍ .. والعصفورُ يجلسُ على إحدى
ركبتيهِ والأخرى منتصبة ً وفي لغتنا المحلية كان يجلس على ركبة ونص
عندها قررتُ أن أنتقم َمنهُ وقتله .. جلتُ بنظري ورمقتهُ بنظرة ٍثاقبةٍ تشعّ غيظاً وحقدا ً
ثم اندفعتُ إلى بطنه ِبقوةٍ شديدةٍ ولكمتهُ بكلّ ما آتاني الله من قوةٍ برأسي , فسقط َ صريعاً يتلوى ..!!
حاولَ النهوضَ ولكنّ شدةُ اللكمة ِ حبست صوتهُ ..!!
حاولَ الصراخَ .. لم يستطعْ ..
قمتُ إليه ِرغمَ الألم ِ والجراح ِ بالضربِ على رأسهِ , ِوسائرَ جسدهِ باللكماتِ والطعناتِ..
زحفَ إلى بابِ الزنزانةِ محاولاٌ ً الوصولَ إليه ِفكنتُ له بالمرصاد ِ... لاحقتُهُ بيديّ كلتاهما , وبقدميّ كلتاهما.. , ركلا.ً. ضرباً .. طعنا ..!!َ
وكنتُ أتمنى أن أتمكنَ من القضاء ِعليهِ قبلَ قدوم ِالسجانِ فأكونَ قد نلتُ شرف َالتخلص ِ من عميل ٍ استشرى أمره..
فليكن موتي شهادة ً كنت أتمنى أنْ أتوجَ بها ما تبقى من أيامي
ثم واصلَ زحفهُ حتى وصلَ بابَ الزنزانة ِ القريب..
ضرب َ البابَ ضربة َ اليائسِ من الحياة ِ .. أصدرتْ الضربة ُ صوتاً سمعه السجّانَ ...
قدمَ بعدها على جناح ِ السرعة ِ ...
نظرَ السجانُ من طاقة ِالزنزانةِ ليجد َالعصفورَ قد غرقَ في دمائهِ.. تلاحقُ أنفاسهُ بعضَها البعض.
أسرع َالسجانُ وفتحَ بابَ الزنزانةِ .. ثمّ انهالَ على رأسي وعلى سائر جسدي بعصاه الثقيلة يضربني بكل قوة ٍ وعنف ٍ
ويشتمني بلكنته العبرية ويصيح بأعلى صوته .. يطلبُ النجدة َ...
حضرَ على الفور العديدُ من المحققينَ والسجانينَ ..
تمكنوا أخيرا ً من سحبِ العصفورِ ..وقد ْ كانَ في أنفاسهِ الأخيرة ِ..
انهالَ الجميع ُعليّ بالضرب وبالركل وبالطعن حتى ففقدت وعيي ..
أفقت على رائحةِ البولِ التي زكمتْ أنفي فوجدتُ نفسي ملقىً إلى جانب سطل ِ البولِِ
.فتحت عينيّ بتثاقلٍ , وبالكاد تمكنتُ من رفع ِ رأسي عن الأرض , ونظرتُ إلى الدماء النازفةِ من معظم ِ أجزاء جسمي ..يبدو أنّ جسمي تعرّضَ لمحاولةِ غزو ٍ فتاك ٍ أفقدتْه ُالحراكَ .. ألمٌ ينتشرُ في كافّةِ أنحاءِ جسمي ..
أما قدرتي على المشيّ أو الانثناءِ أو الحركة ِأو الزحفِ فقدْ شُلّتْ ...!!
تعرفتُ بعدَ فترة ٍعلى المكانِ من منظرِ ِ دماء ِالعصفورِ التي ما زالتْ آثارُها على أرضية ِالغرفة ِوعلى جدرانِها.....!!!

يتبع .....


 
0 comment

الحلقةالسادسة والسابعة من ألم الفراق بقلم :عدنان أبو شومر

تاريخ النشر : 2010-03-28
القصة من نسج الخيال والشخوص من نسج الخيال
أما الفكرة فهي من الواقع
****************************************
مواجهة وشموخ :
قلت للمحقق : ما ذا تقصد بالرأس المدبر .. ؟! قال :كفاك مكرا وخداعا .. رأس مجموعتك الإرهابية طبعا ..
سألته بتعجب :أي إرهاب هذا الذي تتحدث عنه ؟!أنت تعلم من هو الإرهابي ..؟! قال :
أخبرني أنت يا مخمود من هو الإرهابي ؟!! أعتقد أنك تعرفه جيدا ...!!
الإرهابي :هو من سلب الأرض وقتل الأجنة قبل أن تتخلق في بطون أمهاتها وقتل الطفولة البريئة وحرق ودمر وجرف وأباد واغتصب وسبى وبطش و سرق.... وصادر !!!!!!
وهناك الكثير من المفردات ... في قاموسكم المحفوظ في قلوب أجنتنا قبل تكونها .... قاموس القتل والتدمير انه قاموس ..لا يعرف الخطوط الحمراء، فهو يتسع لكل مفردات القهر والظلم .. والقتل في العالم .. فما قلته في وصفكم أقل من ممارساتكم!!!!! .. ولكنني اخترت منها ما يليق بك .. أيها المحقق ..!ّ!
فلكل مقام .. مقال ..!!
أدرت رأسي إلى جهة الباب ..في محاولة مني لاستراق السمع ..على وقع أقدام قادمة ناحيتنا ثم فاجأني المحقق , بصفعة قوية على خدي الأيمن.. استدرت من شدتها إلى الناحية اليسرى
ثم لكمني بقوة فوق صدري ..
استشطت غضبا وألما....!!
التفت إلى وجهه ثم بصقت , وصحت بأعلى صوتي , فلتذهب إلى الجحيم أيها الإرهابي..!!
أيها القاتل ..!! كفاك اهانة , وإذلالا.!!
والله لولا قيودي هذه ...! لقتلتك ..!!
الشرر بدأ يتطاير من عينيه...!!!
حاول التظاهر بعدم الاكتراث , واحتواء الموضوع ,وكأن شيئا لم يكن..
وعلى أثر الصياح والشجار الذي دار بيني وبينه
دخل جنديان كأنهما بطلان من أبطال المصارعة , نظر إليهما وغمزهما فوقفا جانبا ...!!
أدركت أنهما قدما لتعذيبي , في محاولة لنزع اعترافاتي ...!
قلت في نفسي :
لن أبالي , فلن أموت قبل أن يكتب الله لي ذلك.....

همست في نفسي , وقلت لها اثبتي , فنحن على أول الطريق .
ساد صمت خيم على المكان للحظات قلائل ..!
كانت نظراتهم موجهة كأنها سهام تريد أن تستقر في قلبي , وتخترقه , ثم تمزقه إربا..! أطرقت لحظة , ثم نظرت إلى عيني المحقق , فعرفت أنني سأساق إلى أقبية التعذيب ....!!!
فعلا أشار لهما لسحبي إلى هناك .
سحبوني بقوة , ثم ضربوني على الجرح , بلا شفقة , وبلا رحمة , فعادت الدماء تنزف من جديد
أدمتني الدماء , لم يستثر منظر الدماء الشفقة في قلوبهم , فلهم قلوب كالحديد.. بل هي أقسى من الحديد.!!!!

أقعداني بكل احتقار على كرسي متحرك , مربوط بحبال مثبتة في سقف الغرفة ,ثم بدأا أرجحتي , هذا يلكمني وذاك يبصق في وجهي ويركلني .
وسائل التعذيب التي مارسوها معي كثيرة :أذكر منها
صعقي بالكهرباء ..ضربي بسلاسل ثقيلة على مختلف نواحي جسمي .... ضرب رأسي بالحائط ..ثم ضربي على مؤخرة الرأس بعصا ثقيلة ..
استمر نزيف جرحي فملأت الدماء ثيابي وفاضت لتترك آثارها على المكان ..
أحسست كأنني بنيان هشمته جرافات الاحتلال ..!!
لم أقو على رفع رأسي .. ..
الآلام سيطرت على كل أركان وزوايا جسمي , كدمات في الرأس وجروح .. حروق.. بقايا سجائر أطفئت في جسدي , هذا بالإضافة إلى الدوار الذي صاحب نزف جرحي
على اثر ذلك كله خارت قواي ..
المشهد كان رهيبا ..! انهمرت معه دموع والدتي فبكت بكاء مرا وكأنها تعيش الحدث من جديد..
أمي ..!!! ها أنا الآن أمامك .. الوقائع كلها انقضت , ولكنني أحببت أن أسجلها بكل أمانة, لتكون شهادة جديدة على جرائم المحتل ..
بدأت والدتي تتحسسني , وتضمني إلى صدرها ,والدموع ما زالت تغمر عينيها
دعيني أكمل يا حبيبتي !!!:
ثم ألقوني بعد ذلك جثة هامدة , على أرضية الغرفة تدوسني قدما المحقق
أخذ ينفث الدخان في وجهي نظرت إليه لم أتحققه إلا بالكاد ..
وبعد لحظات أدخل جنديان شابا معصوب العينين وموثوق اليدين
أقعداه إلى جانبي ، ثم قال المحقق لأحد الجنديين بلكنتهم : انزع العصابة عن عينيه ..
ثم نظر المحقق وقال لي : ألم تعرف صديقك الحميم ؟!! حدقت النظر فيه , بدأت أتذكر ملامحه بعد أن أخذت الصورة تعود تدريجيا إلى عيني عرفت أنه سامي !
حقا كان معنا على ظهر السفينة !!.. بدأت الأفكار تتحرك في رأسي.. انتظرت لحظات قبل الإجابة .. الموقف بدأ يتجه إلى التعقيد .. استجمعت أفكاري, وأخذت استحث بها جميع أجزاء جسمي وأقول لكل جزء من جسمي .. اثبت!!.. ستمر بإذن الله هذه الغمامة،، فأعني أيها الجسم الحبيب على التحمل....ثم نظرت إلى سامي ..!! حاولت أن أغمزه ليظل ثابتا , ثم نظرت إلى المحقق , وقلت : نعم أعرفه.. انه سامي , كان معنا على ظهر السفينة ....
المحقق : أنت لم تنكر إذن علاقتك ومعرفتك به ؟؟!!
نعم أنا لم أنكر معرفتي باسمه , فقد جاء من حينا ، وكان معنا على ظهر السفينة
ماذا تقول فيه إنه شاب عادي .. معرفتي به معرفة سطحية ..عابرة ..
المحقق : ولكنه أكد لنا بأنه يعرفك حق المعرفة ..
فقد أكد لنا بالأمس بأنك قائد المجموعة..
وأنكم ذاهبون للتدريب معا في ...
أية مجموعة التي تتحدث عنها؟؟ ..
وأي تدريب هذا .. الذي تدعيه ..!! لقد سبق أن أخبرتكم بالأمر من قبل ..
أنا مسافر للدراسة ولا علم لي بمثل هذه الترهات والأكاذيب .
نظرت إلى سامي : وقلت له بلهجة قوية ..كيف تدعي ذلك ؟!
سامي : أنا لم أعترف بشيء .. فقط ما قلته أننا مسافرون معا إلى قبرص
المحقق :أنكرت اليوم .. ما قلته بالأمس ؟؟..
أنتم أجبرتموني على اعتراف كاذب .. من التعذيب قلت لكم كل ما تريدونه..!!
قلت للمحقق وقتها : ها هو سامي أمامكم ينكر ما تزعمونه ..!!
نظر المحقق إلى سامي .. تغيرت ملامح وجهه .. أخد يرتعد من هول الموقف
حدقت النظر في عيني سامي .. أدرك سامي ما كنت أقصده ..أشاح سامي وجهه جانبا .. وأخذ يختلس النظر إلى المحقق تارة ثم إلى الجنديين ليرى ردات الفعل الناجمة عن إنكاره ..

بدأ الغيظ يظهر على وجه المحقق ... ارتفع صوته , ثم هجم بكلتا يديه يلكم, يضرب...يبصق. يشتم " سامي" ويتوعده بمزيد من التنكيل , والتعذيب ..!!
ويقول سأنزع أظفارك..!! من لحمك وأجعلك عبرة لقائدك ...........
وستعلم كيف نجعلك تقف وبأعلى صوتك لتسجل اعترافاتك أمام كل السجناء ؟؟.. وأنت كذلك
يا مخمود ..!!
قاطعت المحقق وقلت وقتها .. لا يعنيني اعترافه .!!.
انهال الجنود والمحقق علينا باللكمات والطعنات والشتائم ...الموقف كان رهيبا ..!!
ثم أوعز بعد ذلك إلى الجنديين لجرنا إلى أقبية الشبح والتعذيب ...
عندها أدركت أن رحلتي طويلة , بدأت تأخذ منحنى درامي من النوع الثقيل جدا , قد يصل الأمر فيه إلى حد موت البطل , أو أحد مساعديه , أو ربما موتهم جميعا .. لا أدري ..؟!
فلابد إذن من التحمل والثبات ..!!
الوطن سيظل يسكن في قلبي رغم كل ما يحدث لن أتزحزح .. حتى لو اعترف الجميع ..!!
سأظل شامخا ..!!

******************

وميض يمر بين ثنايا عقلي وقلبي.. يدفعني إلى الثبات ..!!
كنت أرى صورتك يا أمي الحنونة ، وصورة زوجتي الغالية ،وصورة حبيبي أحمد ،أمامي وأتخيل أنكم تنظرون إلي وأنا أسجل اعترافاتي !! .. فأزداد صلابة وإصرارا على التمسك بأقوالي ..!!
قلت في نفسي إن فرطت في الأمر .. فلن أعود إلى كرامتي شامخا ،ولن أتردد في قتل نفسي فليكن موتي شهادة .. أنتظرها... فطوبى لكل شهيد !!!
أنا لا أخشى القيود .. رغم التعذيب والتنكيل ..
تم سحبنا من جديد إلى غرف الشبح , وهناك حدث ولا حرج .. التعذيب بكل همجية .. أساليب جديدة ، كيس على الرأس ، يدان مربوطتان خلف الكرسي , أرجوحة قاتلة تعلق بين عملاقين.. هذا يضرب ،وذلك يلكم ، عصا فوق الرأس .. موسيقى صاخبة ، ودوار مستمر
كدمات.. حروق.. مياه حارة تسكب على الرأس ، ثم مياه شديدة البرودة تسكب بعدها مباشرة . في وقت تشتد فيه البرودة .. !!
العبث والضرب بمواقع حساسة .. تؤدي في معظم الأحيان إلى التسبب في عقم دائم ..!! وتتسبب أيضا في وفاة مستعجلة .. !!
ما أقوله قليل إذا ما قورن بما يجري في السجون ..

أساليب قمعهم وتعذيبهم للسجناء تتجدد وتتطور بحسب معطيات الزمان ..صراخ السجناء وولولتهم .. بكاء أنين .. استغاثة ..!!
كلها أساليب مقصودة . الغرض منها إثارة الذعر والخوف في نفوس الآخرين
كنت أسمع أنات السجناء بين الفينة والأخرى وأسمع صراخهم يعلو ويرتفع , فأزداد قلقا وحزنا عليهم .. لا أبالي بنفسي , فقد وقعت عقدا مع نفسي بأن أظل أكتم همي , وأعض على جرحي , ولن أجعل سبيلا لدموعي ..
ظلت دمائي تنزف طيلة فترة التعذيب ..... شعرت بدوار شديد ..ثقل لساني ..!!
اعتقدت أنها نهايتي
بعدها فقدت الوعي , خيم الظلام فأدركت أن غيبوبتي.. استمرت فترة طويلة .!!
صحوت بعدها بتثاقل بالكاد استطعت أن أفتح عيني , فوجدتني ملقى على سرير في حجرة كما يبدو أنها عيادة .. داخل السجن!!
نظرت حولي فلم أجد إلا جدرانا تئن بسواد حالك, وآثار أصابع ملطخة بدماء ارتسمت على جدرانها ..!!
استعدت الشريط وظل منظر سامي الذي يصغرني بخمسة أعوام أمامي وهو يرتعد خوفا ينظر إلي .. منظره ظل يبكيني حتى هذه اللحظة ....!!
تذكرت المرة الأخيرة التي شاهدته فيها قبل ساعات عندما افترقنا بعد عملية التعذيب
تابعت أخبار السجناء وأخبار السفينة رقم ... المتجهة إلى قبرص من ...
وتمكنت من جمع بعض المعلومات ..
منها أن هنالك مجموعة فدائية كانت متجهة إلى إحدى الدول لتتلقى مزيدا من التدريبات العسكرية ,تم إلقاء القبض على أفراد المجموعة التي يزعمون بأنني قائدها ...
أما سامي .. فقد استشهد وعلمت بعد فترة من أحد السجناء الذين التقيت بهم في عنابر العزل أما قصة استشهاده فكانت على خلفية انتزاع اعترافه ..
فقد عذبوه بكل وسائلهم القذرة..كسروا ساقه اليسرى من عظمة الفخذ ,وتركوه يئن بالألم وركزوا اللكم والضرب على موقع الكسر في محاولة منهم لإجباره على توقيع اعترافه ,
فدخل في غيبوبة , قرر الأطباء بعدها بتر ساقه اليسرى , وفي أثناء عملية البتر استشهد البطل الحبيب ..
وظلت أسرار اغتياله بدم بارد شاهدا جديدا على بطشهم وتنكيلهم..!!
أما عمليات التعذيب والقمع مستمرة لم تتوقف بموت أحد أو ...!!
لا يتورعون باستخدام أشدها تأثيرا وفتكا .. ولكني بقيت ثابتا أقاوم كل أساليبهم مجتمعة ..
ظلت قصتي تراوح مكانها , فكنت دائم التنقل بين عنابر السجن المختلفة وبين أقبية التحقيق
جن جنونهم , لأنني أثبتت لهم أنني أمتلك قدرة تحمل تفوق الوصف .. لذلك ظلوا يتفننون في استخدام واستحداث الوسائل والأساليب الجديدة لإجباري على الاعتراف , ولكن جميع محاولاتهم كانت تبوء بالفشل ..!!

بعد مرور شهرين قرروا نقلي إلى معتقل آخر
نقلوني إلى المعتقل الجديد , ثم قرروا عزلي .... !!!


يتبع ...


المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/03/28/193553.html#ixzz3nLfcmt7Q
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook
=====================================================================================================

=============================================================================================================================================



جميع الجقوق محفوظة ل مدونة أ.عدنان أبو شومر :