حبيبتي الأرض ........ بقلم : عدنان أبو شومر

حبيبتي الأرض

رحلت عنها فبقيت ثابتة ولم ترحل ...أسقيتها العلقم فأسقتني شهدها عسلا

أبكيتها... فظلت مبتهجة خوفا على مشاعري

طعنتها بيداي بعد أن عانقتني خواصها

نشأت صغيرا يوم كانت هي الكبيرة

وعندما كبرت تطاولت على أركانها فظلت ضاغطة بأركانها متشبثة بقدماي خوفا على من الفرار

لم تتخل عني في كل مراحل العمر فقد كانت الطبيب والحكيم المداوي والصديق الوفي رغم علمها بأنني كنت ومازلت لها عدوا

أنا العاق لأرض احتضنتني وكانت لي مهدا

وسماؤها كان لي لحافا

وهواؤها حياة

أسقتني من عذب مائها

فكافأتها فسادا ودمارا

مهدت الجبال فكظمت غيظها

وسيرتها لي طرقا وأوكارا ففرحت وانتشت لفرحي

فضلتني على أولادها الكائنات واحتفلت بوجودي وقصوري وهي تئن وتضطرب من شدة خوفها بأن تنقلب قصوري ومساكني فوق رأسي

لم تشأ محاربتي عندما أمسكت سدودي بمائها وهي تعلم حقيقة أمري فظلت ثابتة محافظة على أركان وقوائم سدودي من أن تهتز فتنهار فتغرقني مياهها

لم تضطرب الا عندما أصبحت غير قادرة على أن تضبط نفسها لأنني لم أبق ركنا من أركانها الا وجردته من طبيعته فأصبحت غير قادرة على حمايتي

ورغم هذه الاضطرابات والزلازل الا أنها لم تشأ أن تعاتبني وهي تعلم بأن ما حدث لم يكن بارادتها فقد فقدت السيطرة على الأمر بفعل ما اقترفت يداي

ولكنها رغم ذلك ظلت وفية لي وضاغطة على جرحها تحزن لحزني وتفرح لفرحي وأنا أحزن لفرحها وأفرح لحزنها فأنا من أكون اذن أنا ......؟؟؟!!!!

=============================

إلتحق بنا على الفيسبوك