البحر ........... بقلم : عدنان أبو شومر
.
ثم يعود ببعض رماله التي داستها الحبيبة
فيحتضنها من جديد ...!!
وعندما يهدأ ويعود إلى سكونه... يرسم لوحة
زرقاء متدرجة على سفحه الرقراق تجملها مسحة بيضاء مختلطة بلون زرقة السماء.
تظل العين متعلقة بها .... لوحة ما زلنا
نشتاق إلى جمالها الرائع.. الأخاذ
و الأيدي مازالت تسطر لوحات عشق .. تترنم
على أنغامها أمواجه الرتيبة , وتلفح الوجوه نسائمه المنعشة , فتحرك بعض الروافد المتصلة
بأصل الجمال ـ الذي أودعه الله في عقول ما زالت تحن الى أصل الطبيعة .
البحر مازال في نظري ونظر الغزي .. عرين
الحب , ورواسب الود , ولوحات الفن والجمال... نعشقه بكله في صيفه وشتائه ..!
نعشق أمواجه عندما تلاحق أرجل المتنزهين
والمصطافين ..
وكأنها حبيبة فرت بدلال من شقاوة حبيبها
..!
المشهد مازال حاضرا..... أخاذا... وأنت
ترى الصياد يلاحق بشباكه الأسماك... وهي تفر هاربة الى الأعماق وراء الموج... !
وكيف ننسى ذلك ....!!!
وما زلنا نطرب ونستمتع بمشاهد المراكب العائدة
من الأعماق , وهي تردد ترانيم الفرح والبهجة والسرور ... و النسوة قد اصطففن احتفاء
بعودة أزواجهن ... سالمين غانمين
وتجد الصبية كذلك ..قد اصطفوا احتفاء بعودة
الصيادين مع مراكب. الصيد...!
وما هي الا لحظات حتى يتبدل السكون حيوية
ونشاط..
وها هي المراكب قد وصلت تحمل الصيادين الذين
عادوا محملين بغنائم الصيد الثمين... وما زالوا يرددون أهازيج الصيد وتراثه السامري....
غزة ... فلسطين
من أرشيف الكاتب ... عام1975 م


ليست هناك تعليقات: