مدونة . الكاتب : عدنان أبو شومر . يتم التشغيل بواسطة Blogger.


 مميز



طيور مهاجرة ...... بقلم : عدنان أبو شومر

.

طيور مهاجرة بقلم :عدنان أبو شومر

 
 
 
 
 
كنت على مقربة من المكان المجاور لتلك الأيكة الجميلة , حين نظرت إلى الشجيرات الجميلات بجانب الأيكة.. وكأني أنظر إلى جنة تفوح بمختلف الأزهار والورود ,تبدو  كرايات مطرزة تداعب نسمات الهواء فتتراقص على أوتاره تلك الأغصان الغضة الطرية الندية .. ما أجمل المكان ..!! وما أروع الطبيعة.. !!!
 
والى جوار الأيكة تركن المياه الجارية لتنساب إلى منحدر قريب يتراءى من البعيد وكأنه واحة التفت بجمال أخضر ممزوج ببعض الزرقة يلونها بياض تعشقه كل الألوان
وما لفت سمعي تلك الأصوات المغردة التي كانت تسمع من بين جوانب الأيكة الكثيفة وكأننا على مسرح يحمل بين جنباته موسيقى تطرب الآذان فتضيف مزيجا من الغناء الممزوج بالموسيقى يغذي الروح والقلب معا
إنها الموسيقى الشاعرية التي تعيد إلى نفوسنا صفاءها ونقاءها وتعيد إلى عقولنا شحنة صحيحة نعاود التفكير بها .. ... الوقت قبل طلوع الفجر .. بدأت تغار يد العصافير تعلو وتعلو وكأنها تبدأ رحلة تعارفها الأولى و لتؤكد على أن المسافات ليست حاجزا ولا سدا يعيق حملات البحث عن الذات الممزوجة بكل السرور والسعادة والتي ما زالت تبعث الدفء من بين أغصان الأيكة ... هذه الطيور المهاجرة وصلت من جميع الجزر والبلاد تحلق في سماءات الفضاء وتنتقل بين المكان والمكان وقد عشقت في النهاية أيكتنا الجميلة المتربعة تحت سمائنا المعطرة بهذا الجو الريفي الجميل البعيد عن منغصات الحياة ...

وهاهي الطيور المغردة افتتحت اليوم مسرح المسابقات لتعلن عن بدء المسابقة يتم فيها اختيار أحسن صوت يتناغم مع جمال المكان ويسطر سيمفونية رائعة فتضيف إلى جمال الصوت جمال الحضور وجمال التنظيم
الكل يستمع إلى العصفور المغرد وينتظر دوره في المسابقة ...عندما تكون المسابقة مسابقة الفردي , وتكون الصورة أجمل من ذلك عندما تؤلف العصافير المغردة في مسابقة الغناء الجماعي مجتمعة أوبرا جديدة تضاف إلى عالم الموسيقى والطرب...
وتظل أوبرا العصافير مغردة حتى تبدأ شمس المكان بالنهوض إلى سقف السماء فتبدأ عندها العصافير بالمغادرة معلنة انتهاء المسابقة وانتهاء الرحلة ...
وها هي أيدينا تعمد إلى قطع الأيكة الجميلة لنشيد مكانها أبنية وصروحا .. فتحول المكان إلى كتلة حجرية مكتظة بالأصوات النشاز التي زادت من توتره ....
أما الطيور المهاجرة فقد رحلت.. !! وهل ستعود يا ترى مرة أخرى إلى المكان ..؟!! لا ندري لعل الأيام القادمة تتيح لها التجمع من جديد ..
.. فهناك في الجانب الآخر أيكة أخرى تتراءى من البعيد ولكنها أقل كثافة من الأيكة القديمة ... حاولت الاقتراب منها فوجدت الطيور بدأت تحلق فوقها يبدو أن الطيور المهاجرة عشقت المكان وألفته !!!!!! وجعلت منه .. نقطة التقاء.. تتجمع فيه .هي جغرافيتنا التي اعتزت بها الطيور أكثر منا ..!!!
فقد عشقت ظله وماءه .. النسيم عليل وجداول الماء تبدو كعدسات ومرايا تنعكس على صفحاته الرقراقة أبهى الصور وأجملها فتحول المكان إلى مسرح التف حول المكان يبتعد عنه ويقترب منه...
ينظر الطير هنا فيجد صورة مصغرة له وهناك فيجد له صورة مكبرة ..
المكان أصبح معرضا للأزياء تريد أن تحتفل منه الطيور هذا العام .....
تختلف المسابقة في هذا العام عن الأعوام السابقة حيث سيتم فيها تحديد أجمل عصفور وأعذب لحن.. وستتم التغطية عبر الفضائيات جميعها .. ومن ثم ستعرض النتائج على الملأ .. ثم تسجل النتائج في سجل الخالدين من الطيور .. وسيكون نقل الحدث حيا على تلفزيونات العالم مع المراسلين الذين أيضا قدموا مع الطيور لتغطية الحدث الجميل.. فهم لا يعترفون بحواجزنا ونقاط التفتيش التي جزأت جغرافيتنا إلى مناطق ومناطق ...

غزة ـ فـلسطين

 

=============================

ليست هناك تعليقات:

=====================================================================================================

=============================================================================================================================================



جميع الجقوق محفوظة ل مدونة أ.عدنان أبو شومر :