تواردت الأفكار وتجمعت فبدأت أبحث عن مبراتي لأسطر ما أستطيع وما تجمع ... حاولت أن أجمع ما تراكم من كلمات وحروف ولكني حين أمسكت بالقلم تناثرت الأفكار وتباعدت وأحسست بأثقال تضغط فوق رأسي علمت وقتها أن الوقت حان لتدارك الأمر وإمساك طرف الخيط لتخفيف ضغط هذه الأثقال المتجمعة.
فوقفت واجما ًأنظر من بعيد, فإذا بصوت هز المكان علمت وقتها أن ما حدث ألم جديد يضاف الى هذا الواقع الأليم الذي نعيشه جميعاً .
قتل ... وذبح علي الهوية ... الكل يتهم الكل .... والحسابات تصفي من الكل .... هذا يقول وذاك يدعي والكل في النهاية لا يحتكم إلي رأي سديد إنما يتبع الهوى ... هناك خطف خلف الجبل وهنا خطف عند الكثيب .... فوق الثلة الغربية ثكنة عسكرية وهنا بقايا مستعمرة قائمة تبحث عن جلادين وبين الطريق والطريق تنتشر الحواجز ... تقسم الوطن المجزأ ,فكل مجزأ يتجزأ , لا زلنا نحلم بالدولة .... أين الدولة !!!! وأين حدود تلك الدولة !!!! هل نريد دولة علي الورق ,أم نريد دولة قائمة بالفعل, فقيام دولة قوية حقيقية يحتاج إلي وقوف كل واحد منا مع الآخر, وإلي تضافر كل الجهود ,وتوحد كل الجماعات ,حتى يكون السلاح أقوي وأفعل .
قدمنا تضحيات ولا زال الوطن يحتاج إلي تضحيات جسام لا يستطيع أن يقدمها جناح دون الآخر فيجب أن نقدمها جميعاً .
يا أبناء الوطن , يا أبناء الشرق والغرب, والشمال والجنوب ,الوطن يحتاج إلي وقفة صادقة.
دعونا نعمل بصمت وبصدق , نعبر فوق جراحنا لنصل إلي الهدف الأسمى ,نردد صوت المجد القائم في صدورنا جميعاً ,نقبل بعضنا ونداوي جرحنا ,ونواسي فقيدنا ونقيم بيتنا, ونرتب دارنا دعونا نعيش بقوة ولا نعيش متفرقين, فهذا العيش الضائع جعلنا كرة في أيدي أعدائنا يلقوها مرة إلي عدو بعيد ومرة إلي عدو قريب, وفي كل مرة ندفع ثمن هذا القذف المحسوب مزيداً من الدماء نريقها جميعا, فيزداد الجرح عمقا تتسع له الهوة بين الأخوة تباعا , وكلنا مسئول عن ذلك لا أستثني أحداً .
هذا وطن الجميع لا يمكننا العيش بعيداً عنه ,الوطن مطبوع في قلوبنا جميعاً ومحفور في ذاكرة تاريخنا حتى في قلوب الأجنة قبل ميلادها .

كل الصفات تجمعنا, والدين واحد ,أرض الرباط تضمنا, والشعب واحد مهما اشتدت الصعاب, فالمصاب واحد, مهما تعالت الصرخات , فالجرح واحد, ومها اشتد الألم, فالهم واحد , هذا طريق نضالنا ,فصفنا واحد , سلاحنا واحد ,وعدونا واحد .


غزة – فلسطين
مايو 2009م