لا وقت حتى للتفكير بين أزقة المخيم , الجرح يزداد عمقا, والقتل بات بين رحى انفجار السكون الكاذب, الكل يلاحق الكل ,لا ندري من الرابح !!! ومن الخاسر ....!!!!

هذا حال المخيم ,وكل المخيمات وكل المدن والقرى في غزة, في الوقت الذي أعلن فيه الإنفلات أنه هو السيد ,ينادي هذا الوغد من بعيد لا احد يسمع ....استمر في طريقه إلى حيث أمه تنتظر قدومه ببعض الحاجيات التي أرسلته لشرائها , الوقت بين الصباح والظهيرة يسير محمود .... عائدا إلى بيته بعد أن اشترى حاجيات أمه. ظل يسير كعادته لا يلتفت ,حتى أصبح على مشارف بيته ,وقبيل الوصول إلى باب بيته ,عاجلته رصاصة غادرة ,لتقتل هذا الحلم قبل أن يتحقق, سقط محمود ( الشبل الأول والأخيرلأمه ) مغشيا ,ولا زال يمسك ببقايا شمعات في يده!!!! تخرج الأم لتجد زهرتها الأولى قد ذبلت ...!! ماتت !!! صرخت صرخة مجلجلة ,ثم سقطت على جسده الطاهر مغشيا عليها, غائبة عن كيانها , عن وعيها, وعن الدنيا بأكملها خرج على اثر صرختها المخيم ليرى هذا الجرح الجديد !!!!

فتح تحقيق في الحادث وقيد ضد مجهول !!!!! ذرف القاتل دموعه المعهودة على الشهيد ,و أقام له عرسا استمر أسبوعا , تولى فيه كل التكاليف والمصاريف رفع القاتل علمه فوق بيت العزاء ... طوت الأم أحزانها وحسرتها التي لا يمكن أن تنساها, ثم سجلتها شاهدا جديدا , أودعتها في سجلات ضياعنا ... هذا حالنا في هذا الوطن ..... سنظل هكذا نعيش في قلب الضياع حتى .....


غزة - فلسطين