مدونة . الكاتب : عدنان أبو شومر . يتم التشغيل بواسطة Blogger.


 مميز



ألم الفراق بقلم ........ عدنان أبو شومر

.

ألم الفراق بقلم ........ عدنان أبو شومر





القصة من نسج الخيال والشخوص من عالم الخيال
ولكن الفكرة مستمدة من الواقع ...
======================

التم الشمل ...استعادت أم محمود أنفاسها بعد أن اكتحلت بمرأى محمود.. الذي غاب سنوات طويلة ...!! وكذلك ليلى عادت لها ابتسامتها المشرقة لتضيف مسحة جمال جديدة إلى وجهه.....
وظل أحمد يداعب بأصابعه الغضة وجه أخيه , ويهم بين اللحظة والأخرى.. يقبل ويحتضن محمود.. فتتوالى القبلات والعنا قات وتصاحبها عبرات الفرح ..
رفرفت السعادة من جديد على أهل هذا البيت بعد طول حرمان ...
وأبى الحي إلا أن يشاركهم فرحتهم ..
فبدأت الوفود تتوافد زرافات ووحدانا ..طمعا في رؤية الغائب , والوقوف على سبب غيابه المفاجئ , وعودته المفاجئة...
ظل محمود يرد باقتضاب على أسئلتهم , ويكتفي بالقول أن السفر كان لعمل ضروري تقتضيه المصلحة , وظل يتهرب من أسئلتهم المحرجة في أغلب الأحيان , ويجيب باختصار شديد ... حتى جن الليل ..غادر المهنئون والجيران .. ودعهم محمود ...ثم أغلق باب البيت وعاد إلى أمه ..
أمي العزيزة ..سامحيني ..!! ليلى.. سامحيني !! وكذلك أنت أيها الحبيب الغالي أحمد سامحني
لم أكن أتوقع أن غيابي عنكم سيطول سنوات .. اعذروني جميعا ...
الأمر كان خارجا عن إرادتي ......
ينظر محمود في عيون أمه وزوجته وحبيبه أحمد فيرى مسحة حزن وعتاب كبير انهمرت عبراته.. ارتفع صوته في البكاء عاليا ...
أم محمود :يا بني ..!!القلوب التي تمتلئ بالحب تصفح وتسامح ..
لا تبكي يا حبيبي .. الحمد لله... لقد عدت لنا سالما..
الأم يا بني هي عطاء دائم كشجرة الزيتون المتجذرة... أوراقها لا تسقط على مر الفصول
يا بني : هي الأيام هكذا تختبرنا , وتضعنا على المحك .. فليكن لنا منها عبرة...
الدنيا يا حبيبي هي دار ابتلاء .. واختبار
أشكر الله عز وجل على نعمة الصبر التي زرعها بين ثنايا قلبي فبقيت أتحدى الألم ... .
أما ليلى فقد تمزقت حزنا على فراقك وبالرغم من ذلك فقد ظلت متمسكة بذكرياتك وأقسمت أن تظل وفية لك.
وآخر العنقود .. السكر المعقود أحمد الغالي وقرة عيني.. فقد كان رجلا يمسح ويكفكف عبراتنا ..استطاع أن يملأ الفراغ الكبير الذي تركته...
الحياة علمتنا يا بني درسا قاسيا ..
محمود يكفكف عبراته , ويعود ينظر في عيني احمد , ثم يقترب منه.. يقبله.. يحتضنه ويقول: حبيبي أحمد .. فمنذ ولادتك كنت أرى في عينيك ملامح رجولة الكبار..
ظني لا يخيب فقد تركت أخا رجلا .. أعتز برجولتك التي حملت كل العطاء والشهامة والوفاء...............
ليلى تنظر بشوق إلى محمود حبيبي..!! : ها قد عدت لتعيد لنا فرحتنا وتدخل البهجة من جديد إلى قلوبنا .. فنحن جميعا بحاجة إلى عطفك وحنانك ..
كن على ثقة بأن الأيام التي حرمتنا وجودك قد علمتنا كيف نظل نحلم بأمل عودتك .. وقد من الله علينا فعلا بعودتك سالما غانما ...
ينظر محمود وفي عينيه نظرة استجداء.. يطلب من الجميع مسامحته مرة ثانية ..!!
الأم أدركت ما يجول في خلد ولدها ...
لقد سامحناك من اللحظة التي ذرفنا فيها عبرات الفرح ....
الجميع يتوق إلى معرفة سر السفر المفاجئ , والعودة المتأخرة بعد انقطاع الأخبار .. .... ...ولكن الجميع كما يبدو ينتظر من محمود أن يكون هو المبادر ....!!
من نظراتهم أدرك محمود ما يجول بخلدهم ..!
فبادر يقول :أمي العزيزة ..
رحلتي كانت طويلة وقاسية.. وقد سميتها ألم الفراق... !!!!
يتبع في الحلقة القادمة .......
غزة ـ فلسطين

=============================

ليست هناك تعليقات:

=====================================================================================================

=============================================================================================================================================



جميع الجقوق محفوظة ل مدونة أ.عدنان أبو شومر :