الحلقة الثالثة من ... ألم الفراق ....... بقلم عدنان أبو شومر

القصة من نسج الخيال والشخوص من عالم الخيال
ولكن الفكرة مستمدة من الواقع ...
*************************************************************
أمي الحبيبة :
السفر كان لبضعة أسابيع . فكنت على وشك إخبارك بأمر سفري, ولكن الظروف حالت بين ذلك.. حاولت أن أرتب واستجمع كلماتي ,ثم أصارحك وأصارح الجميع بذلك, ولكني كنت أخشى عدم موافقتك ..
فازدادت حيرتي .. وازدادت معاناتي .. قررت أن أترك الأمر.. أسبوعا آخر أرتب فيه الطريقة والأسلوب الملائم لإخباركم...
الدلائل كانت تشير إلى أن السفر سيكون بعد أسبوعين على الأقل
ولكنه جاء فجأة ...!!
شعرت بالارتباك والحيرة والتردد والحزن .. ولكن..!!
كان يجب علي الامتثال للأوامر وتنفيذها ......
تداخلت الأفكار في عقلي واختلطت..
فقررت أن أترك لكم رسالتي المعروفة ..
بعد ذلك .. حبست دموعي , وكتمت أحزاني على الفراق ثم.. نظرت إلى زوجتي قبلتها وعدت إليك يا أمي أقبل يديك وأقبل جبينك, فقد كنت حريصا على أن تظلي نائمة خشية..أن لا أرى دموعك ....!!! فيفسد أمر سفري...!!
ذرفت دموع الفراق , ثم عدت لحبيبي الغالي أحمد قبلته .. احتضنته...
أخيرا خرجت من البيت بعد أن تركت أخر عبراتي على الباب الخارجي..!!
أما قصة غيابي فقد جاءت كما يبدو مرتبة.. وكأني على موعد مع الهم , والضياع والألم والمعاناة......
***************
وصلت إلى الشاطئ بصحبة صاحب السيارة الصفراء , وبمعية المعرف إلى المكان المتفق عليه , فصحبني المعرف إلى المكان...
وحسب الخطة المعدة سيكون وافي في انتظاري, وسيقودني بقارب صغير إلى قارب آخر في عرض البحر يحمل شارة حمراء مخططة ..
ولكني توجست خيفة عندما وجدت شخصا آخر يدعى سمير في انتظاري...!!!!!
بادرني على الفور أنا : اسمي سمير سأنوب عن أخي .. وافي .. لا تقلق .. فالخطة هي نفسها وسوف تجد تفصيلاتها كما اتفقت عليها مع وافي , وقال لي أن كلمة السر هي نفسها والمكان هو نفسه.. وأخبرني بكافة التفاصيل المتفق عليها مع وافي :القارب هو القارب والسفينة التي ستقلنا تحمل العلم الجديد الذي يحمل غصنا في المنتصف...
هدأت نفسي بعض الشيء
ولكن الهواجس بقيت تعمل في عقلي
فقلت أوكل أمري إلى الله..
قادني سمير بالقارب إلى قارب آخر في عرض البحر..
أبحر بنا القارب الجديد باتجاه الجنوب.. إلى حيث المكان القريب من الشاطئ الجديد .
ترجلنا إلى الشاطئ , ثم توجهنا بعد ذلك إلى السفينة التي كانت ترسو في الميناء(ا )
وهناك تم تسليمنا جوازات السفر
صعدنا إلى السفينة بعد أن تم تدقيق جوازات سفرنا والتأكد من حجوزاتنا , ثم انتظرنا فترة طويلة داخل السفينة , وفي تمام الساعة الواحدة بعد الظهر , تحركت السفينة باتجاه الشمال الغربي , وأخذت تشق عباب البحر مبحرة من الشمال إلى الغرب بزاوية أخذت تضيق شيئا فشيئا حتى تحولت السفينة بالكامل إلى الغرب . شعرنا بالأمان ,اطمأنت نفوسنا ,وبدأت الخواطر تراود عقولنا فاحتل ألم الفراق جل تفكيرنا, وبدأت قصة محاسبتي لنفسي تطفو على سطح تفكيري.. وكان كل ما يشغلني ويزيد من ألمي هو خوفي الشديد عليك.. وعليكم جميعا ..!!!؟؟
ولكن ما كان يهون الأمر علي بعض الشيء أن فترة غيابي لن تكون طويلة.. أسابيع ... ثم نعود
فجأة تراءت لنا قوارب من البعيد ,على متنها كشافات ضخمة أضاءت المكان بالكامل ثم فجرت أصوات العيارات النارية الكثيفة التي كانت تطلقها الزوارق والبوارج الحربية التي أصبحت على مرأى من السفينة صمت المكان وجلجلته...!!!
وفي لحظات خاطفة كلمح البصر.... أحكمت الزوارق والبوارج الحربية حصارها حول السفينة وبدأت الأصوات تسمع بوضوح عبر مكبرات الصوت .. وكانت تدعو طاقم السفينة وجميع إلى البقاء بدون حراك وتطالبهم بضرورة الالتزام بالهدوء وعدم إبداء أية مقاومة ..
الأمر كما يبدو وكما أخبرنا به قائد السفينة كان بسبب اشتباه .. . ما ...!!
امتثل قائد السفينة للأوامر بعد مفاوضات عديدة أجراها مع القوات المحاصرة ُثم أجرى قائد السفينة اتصالاته مع الجهة المالكة للسفينة
بعد ذلك وافق على تغيير مسار السفينة إلى الميناء الجديد ..
اقتادت الزوارق الحربية السفينة إلى الميناء ( 2) القريب من المكان .. أنزلونا في الميناء وبدؤوا تفتيش السفينة بحثا عن بضاعة مهربة...!!!
يبدو أن البضاعة المهربة هي .....
أخذ الجنود التدقيق في جوازات سفرنا..
وبعد الانتهاء من عملية التدقيق اقتادني أحد الجنود إلى غرفة خاصة ..
بحجة الاشتباه بالاسم ... هناك تركوني في غرفة انتظار صغيرة ليس لها نوافذ
تركوني لأكثر من ساعتين... وبعد ذلك أخبروني بأني متهم بقضايا تنظيمية وتخريبية
وقرروا ترحيلي إلى أحد السجون القريبة لإكمال عمليات التحقيق بعد أن غموا عيوني ووضعوا القيود في يدي ... ثم نقلوني كما يبدو في عربة مغلقة إلى ....

يتبع ...

غزة ـ فلسطين